من المؤشرات.. لقاء الملك ونتائج انتخابات "المعلمين والإطباء"
الرنتيسي: رسائل ايجابية يحملها التقارب بين الدولة والإخوان
طلب: العلاقة بين الإخوان والنظام علاقة تاريخية
نبض البلد– عمان – مراد المحضي
يعود الإسلاميون من جديد بزخم إلى المشهد السياسي والنقابي والحراك المجتمعي والطلابي ، كمتصدرين بالاغلبية في بعض القطاعات، بعد أن غابوا عن الساحة بشكل فاعل على مدار عدة أعوام بعد ما سمي "الربيع العربي".
ومؤخراً عاد الإسلاميون وبقوة في انتخابات نقابة الاطباء، حيث حصدت قائمة "قمة" (تحالف الإسلاميين والمستقلين) كامل مقاعد مجلس النقابة في الانتخابات قبل الأخيرة بقيادة الدكتور علي العبوس.
وكان "مجلس الأطباء" قد تعرض لهزات عديدة خلال دورة المجلس الماضية أدت إلى انقسامات انعكست آثارها على الانتخابات الأخيرة.
أما في انتخابات نقابة المعلمين الأخيرة والتي تعد نقابة سيادية بالنسبة للإسلاميين، فقد فاز تحالف التوافق (إسلاميون ومستقلون)، بانتخابات مجلس نقابة المعلمين في دورته الرابعة، بحصوله على 13 مقعدًا من أصل 14 مقعدا هي النقيب ونائب النقيب و12 محافظة.
وفاز الدكتور أحمد الحجايا بموقع نقيب المعلمين الأردنيين للدورة الرابعة، ونائبه الدكتور ناصر نواصرة، وذلك بعد ما حصدا أغلبية أصوات المقترعين من أعضاء الهيئة المركزية وعددهم 164 معلما ومعلمة.
وكذلك كان الحال في انتخابات مجلس الطلبة في الجامعة الأردنية إحدى أكبر الجامعات الحكومية في المملكة وذات القوى الطلابية الاعنف، فقد فازت كتلة النشامى ذات الصبغة الإسلامية بـ6 مقاعد من اصل 18 مقعداً مخصصة للقوائم على مستوى الجامعة.
وفي انتخابات جامعة البلقاء التطبيقية التي جرت مؤخراً، لم يتنافس طلبة على قاعدة التكتلات الحزبية، بل تنافسوا بشكل مستقل كلا على حدة، الا أن هوية معظم من فازوا اظهرت بروز تيار طلابي ينتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين.
هذا الحراك الإسلامي لم يكن اقله نشاطاً في لقاء اعضاء كتلة الاصلاح النيابية، مع جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية، ولقاء وجهات النظر الملكية مع التكتل الإسلامي في مجلس النواب الثامن عشر.
وجهات النظر الملكية والإسلامية التقت عند القضية الجوهرية والمحورية بالمنطقة وهي القضية الفلسطينية، حيث أعاد جلالة الملك التأكيد أمام نواب كتلة الإصلاح التابعة للحركة الإسلامية على موقف الأردن الثابتة من القضية الفلسطينية والقدس، مشددا على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال حل الدولتين الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد جلالته على أن الأردن لن يقبل بأن يمارس عليه أي ضغط بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية والقدس، الأمر الذي جعل نواب الحركة الإسلامية يبدون ارتياحهم بعد اللقاء، وفق ما رصدته عدسات الصحافة والإعلام.
من جهتهم، أكد أعضاء الكتلة اعتزازهم بمواقف جلالة الملك المشرفة في دعم الأشقاء الفلسطينيين ومواقف جلالته تجاه القضية الفلسطينية والقدس، وانهم يقفون صفا واحدا خلف قيادته الحكيمة. مشددين على أن الأردن يتميز بجبهته الداخلية القوية ومواقفه من القضية الفلسطينية.
وبينوا أن الأردنيين يفخرون دوما بوطنهم وقيادته، مؤكدين اعتزازهم بموقف جلالته من القضية الفلسطينية والقدس التي عبر عنها بـ "اللاءات" الثلاث حول القدس والوطن البديل والتوطين.
وأكدوا أن التحديات التي يواجهها الأردن جراء أزمات المنطقة تتطلب من الجميع الوقوف صفا واحدا خلف جلالة الملك لتجاوزها.
رسائل إيجابية
الكاتب والمحلل السياسي اسامة الرنتيسي اعتبر هذا التقارب بين الدولة وجماعة الإخوان يتضمن رسائل ايجابية يحملها الطرفان، فلكل طرف مصلحة في الانفتاح على الاخر وخاصة أن الأردن يشهد فترة حرجة اقتصاديا، ومقبل كذلك على مرحلة سياسية أكثر حرجاً.
الرنتيسي قال لـ"الأنباط" إن من الواضح تماماً أن هناك شيئا جديدا بين الدولة والإخوان وخاصة بعد اللقاء الأخير الذي جمع جلالة الملك واعضاء كتلة الإصلاح النيابية، مضيفاً: "لطالما شهدنا غيابا كاملا للخبر الذي يتعلق بجماعة الإخوان عن الخبر الرسمي، الا أننا شاهدنا في الحاضر القريب، حضورا كاملا لخبر مهرجان الاخوان الذي اقيم بالأمس، على الوكالة الرسمية والتلفزيون الرسمي وقناة المملكة".
وأضاف الرنتيسي أن هذه الرسائل بين الطرفين تعتبر ايجابية وخاصة لترتيب المرحلة المقبلة، من التحضير لانتخابات نيابية، واعداد قانون انتخابي جديد، "وهناك معركة كبيرة تسمى (صفقة القرن) مقبل عليها الأردن وبحاجة إلى دعم شعبي كامل للحفاظ على ثوابته وما يؤمن به".
وبما يخص تولي المناصب القيادية بالدولة، أكد الرنتيسي أن من الصعب أن تحل شخصية إخوانية في رئاسة الحكومة، لأن ذلك بعيد عن عقلية الدولة بالرغم من التقارب، "الا أننا ممكن أن نشهد مشاركة إخوانية في حكومات قادمة، ومشاركة اوسع في المجالس النيابية المقبلة".
علاقة تاريخية
المحلل السياسي رجا طلب قال إن العلاقة بين الإخوان والنظام علاقة تاريخية، ولم تكن يوماً علاقة ندية أو علاقة نظام ومعارضة، "ومن هذا المنطلق نستطيع القول إن العلاقة تخضع لمتغيرات بحسب المعطيات السياسية القائمة، إلا أن العلاقة لا توصف الا انها علاقة تاريخية تلتقي عند القضايا المفصلية ولا تتعارض".
واضاف طلب لـ"الأنباط" أن إخوان الأردن بالتحديد لم يكونوا ابداً وعلى مر التاريخ في الخندق الاخر المقابل للدولة والنظام، بل دائماً كانوا في صف النظام ومساندين له، وخاصة عند القضايا المفصلية في التاريخ، كحادثة غزو الكويت، وأحداث عام 1973".
وبين طلب أن جماعة الإخوان اتفقنا أو اختلفنا معهم، "هم جزء من المكون والنسيج الوطني الأردني، وخدموا بشخوصهم ومؤسساتهم الدولة، وخاصة في الجانب التربوي والاجتماعي".
وبما يخص المشهد المستقبلي، قال طلب إن جماعة الإخوان حتى وأن اختلفوا مع السياسات الداخلية للدولة، الا أنهم يتقابلون وبشدة مع السياسات الخارجية والرؤى الملكية بما يخص القدس والقضية الفلسطينية، وهم على تم الاستعداد بالوقوف خلف القيادة الأردنية في مواجهة الضغوط الخارجية على الثوابت الوطنية".//