مؤتمرون يطالبون بدعم شعبي لموقف الملك لمواجهة صفقة القرن
نبض البلد - طالب المشاركون في مؤتمر "الدولة الأردنية على مشارف المئوية الثانية" بتكثيف الجهود لحشد الدعم الشعبي لموقف جلالة الملك عبد الله الثاني لإيجاد قوة مجتمعية قادرة على مواجهة ما يعرف بصفقة القرن.
واوصى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر اليوم الخميس، الى إرساء قاعدة إسناد عربي للموقف الأردني للتخفيف من آثار صفقة القرن وتفعيل تحرك دبلوماسي أردني لمواجهة تبعات الغطرسة الإسرائيلية.
وأكدوا أهمية الوحدة الوطنية وترسيخها وبناء تماسك وطني يقف خلف القيادة الهاشمية لما تتطلبه المرحلة الحالية، مشيرين إلى أهمية تحقيق المساواة في تطبيق القانون على الجميع الأمر الذي من شأنه التغلب على الكثير من التحديات التي تواجهها المملكة .
كما أكدوا ضرورة وجود ثقافة أردنية جديدة تتعاطى مع الواقع الذي نعيشه، داعين إلى العمل على تعزيز الهوية الأردنية الوطنية الجامعة وزراعتها في قلوب وعقول الشباب الأردني، وصياغة منظومة للإصلاح الاجتماعي والثقافي لدى الشباب.
وفي الجلسة التي ترأسها الدكتور أمين المشاقبة، كان أول المتحدثين فيها المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور موسى بريزات، الذي أوضح في ورقته التي حملت عنوان "السياسة الخارجية الأردنية : فرص وتحديات" أن الأردن في فترة قريبة كان يدير سياسته الخارجية في بيئة داخلية وخارجية مقبولة حيث التحديات معقولة، لكن الأمور في الآونة الأخيرة قد انقلبت رأسا على عقب لطبيعة الأحداث التي عصفت في المنطقة وانعكست على المواقف السياسية لبعض الدول ومن بينها الأردن.
وقال إن هناك تحديات أمام صانع السياسة الخارجية الأردنية، فبعد أن كانت العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية مصدر قوة للأردن، باتت السياسة الأمريكية في سبيل دعمها لإسرائيل تشكل عامل ضغط على الأردن، ما يترتب على صانع القرار أخذ موقف معين سيعود بنتائجه إما إيجابا أو سلبا.
وقال العين الاسبق عدنان أبو عودة بدوره إن العامل الجغرافي بالعموم يلعب دورا رئيسا في السياسة الخارجية وبخاصة العلاقات الدولية وهو ما يصطلح عليه بالجيوسياسي، وبالنسبة للأردن فالجغرافيا لعبت وما تزال دورا مركزيا في صياغة العلاقات الفلسطينية الأردنية سواء كانت الاثنتان تحت الانتداب البريطاني أو بعد استقلال الأردن عام 1946، وقيام دولة اسرائيل عام 1948 وحتى يومنا هذا.
وأضاف أن الجغرافيا ليست وحدها التي تشكل السياسة الخارجية الأردنية نحو فلسطين بل هناك التاريخ الذي يلعب دورا جوهريا ليس فقط بسبب التفاعل التاريخي بين الشعبين الأردني والفلسطيني، بل أيضا بسبب الأسرة الهاشمية التي تحكم الأردن وارتباطها برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن هذين العاملين في حالة السلام يلعبان دورا مهما في التجارة والاقتصاد والتنمية.
وتناول رئيس جمعية العلوم السياسية الدكتور محمد المصالحة في ورقته " السياسة الخارجية الأردنية في البيئة الإقليمية" والتي تنطلق من الإمكانيات الداخلية للدولة وتداعيات البيئة الخارجية.
وقال إن الأردن بالمجمل لا يميل إلى تبني سياسة التدخل في الشؤون الخارجية للدول، ويحترم القانون الدولي ويعمل على تنفيذه ويحترم عضويته في المنظمات الدولية، واعتماده الدبلوماسية القائمة على التفاوض وقد كان له دور بارز في التصدي لحل كثير من الأزمات العربية في المجتمع العربي.
وأكد أن الأردن يسعى ومن خلال سياسته الخارجية إلى الحفاظ على وحدته الوطنية وأمنه الديمغرافي، ويستقطب الدعم الأوروبي لمساندته ومساعدته، مشيرا إلى أن الأردن على الدوام ما أغلق حدوده مع أي دولة أبدا.
وتحدث أستاذ العلوم السياسية في كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية الدكتور محمد خير عيادات في ورقته الحديث عن "التغيير في النظام الدولي والإقليمي وأثره على السياسة الخارجية الأردنية" .
وقال إن التحول الأساسي في النظام الدولي هو هيمنة اعتبارات المنفعة والمصالح الأمنية وغياب التعاطف السياسي، الأمر الذي جعل من بعض الدول الصغيرة ومنها الأردن عرضة لهذا التراجع والشعور بعدم وجود ارتباطات دولية يمكن الاعتماد عليها.
--(بترا