قطار رمسيس … !!!

نبض البلد -

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

السكك الحديدية من اهم وسائط النقل واكثرها اقبالا من الناس كونها مريحة تستوعب اعدادا كبيرة من البشر وسريعة ما يمكن ركابها من الوصول الى اهدافهم بسرعة فائقة اذا ما علمنا ان سرعة القطارات في الدول المتقدمة كاليابان والدول الاوروبية والولايات المتحدة تتجاوز الـ ٣٠٠ كيلو متر في الساعة ..

الا ان مزايا النقل بالسكك الحديدية لا يخلو من مخاطر بسبب حوادث القطارات كالأزمات والصدامات ما يؤدي الى وفاة العشرات من البشر بسبب طاقة القطارات الاستيعابية حيث تصل حمولة بعض القطارات الى ١٠٠٠ شخص وربما اكثر، الأمر الذي يتطلب صيانة دائمة للسكك الحديدية والقطارات والعربات لتجاوز حوادث القطارات ..

يوم الاربعاء الماضي احترق قطار في محطة رمسيس بقلب القاهرة جراء صدامه بقطار آخر بسبب مشاجرة بين الكادر البشري في القطار ما ادى الى عشرات القتلى وربما مئات الاصابات بالاضافة الى الخسائر التي لحقت بالقطارين ما تسبب بوقوع كارثة هزت اركان المجتمع المصري واصابت الضمائر البشرية بهزات عنيفة ما تسبب بوقوع كارثة على مستوى الدولة جراء الخسائر في الارواج الناجمة عن احتراق القطار.

مصر من اكبر دول العالم استعمالا للسكك الحديدية في حركة نقل الركاب والبضائع بسبب رخص اسعار التذاكر من جهة والاوضاع الاقتصادية التي يعيشها الشعب المصري من جهة اخرى من اجل ذلك تشهد مصر اكبر حوادث القطارات واكثرها خسارة في الارواح والاليات ما يتسبب وما يضاعف من معاناة مصر شعبا حكومة جراء حوادث القطارات مر منذ مائتي عام على استخدام السكك الحديدية في نقل الاشخاص والبضائع وعدم وجود الصيانة اللازمة لهذا المرفق ما يحافظ على القضبان الحديدية والارصفة ومحطات القطارات على مختلف الخطوط الحديدية علما بان طول السكك الحديدية في مصر يقارب ١٠ آلاف كيلو متر ..

ونظرا لتقادم العهد على هذا المرفق تكثر حوادث القطارات في مصر وتعد من اهم المشاكل التي تعاني منها البلاد حيث تخصص وسائل الثقافة والصحافة والاعلام جزء كبيرا من وقتها في معالجة القضايا الخاصة بحوادث القطارات والاضرار الناجمة عنها وتوعية المسؤولين والرأي العام بهذه المشاكل بغية الوصول الى حلول جذرية لها وتلافي الكوارث التي تسببها، فالسينما المصرية انتجت العديد من الافلام السينمائية حول حوادث القطارات والكوارث الناجمة عنها وتنبه المسؤولين الى ضرورة معالجة هذه القضية الجديرة بالاحترام ومثل هذا الأمر تخصص له الصحافة المصرية مساحات كبيرة من صفحاتها

قد يقول قائل ان استقالة المسؤولين عن مرفق السكك الحديدية حال وقوع حادث من هذا النوع كاف، كونه يعني ان الدولة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الاخطاء والجرائم التي تتسبب بها حوادث القطارات مثل ما تم في حادثة قطار رمسيس يوم الاربعاء الماضي حيث طالب الرئيس المصري بضرورة التحقيق في اسباب الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم الاكتفاء بتعويض اهالي الوفيات المصابين ما حدا بوزير النقل الى تقديم استقالته التي تم قبولها فورا تمهيدا، لاجراء التحقيقات اللازمة.

الا ان استقالة الوزير لا تكفي رغم انها تعبر عن المسؤولية الحكومية عن هذه الحوادث وانما المطلوب هو العناية بهذا المرفق وتحديثه من خلال تغيير القضبان والعربات والآليات اللازمة وتحديث الكادر البشري العامل في مجال السكك الحديدية، اما اقالة الوزير او محاكمة المسؤولين فلا تسمن ولا تغني من جوع فالأهم من ذلك تجنب حوادث القطارات وحقن الدماء والحيلولة دون جريانها على السكك الدموية … !!!