التراث الأردني... كنز يضيع بين أيدينا

نبض البلد -

علي سواغنة - رغم ما يملكه الأردن من تراث عريق يعكس أصالة تاريخه وتنوع حضارته، إلا أن مظاهر الإهمال وعدم الاهتمام بالتراث باتت واضحة في السنوات الأخيرة، سواء من قبل بعض المواطنين أو حتى من مؤسسات المجتمع المحلي.

التراث ليس مجرد حجارة أو بيوت قديمة، بل هو هوية وانتماء وذاكرة وطنية تحفظ قصص الأجداد وتوثّق مسيرة الأجيال. ومع ذلك، نشهد اليوم تراجعًا في الوعي بقيمته، فالكثير من الشباب يجهلون معالم مدنهم القديمة، ولا يزورون المواقع التراثية إلا نادرًا، في الوقت الذي تُهدم فيه بيوت تاريخية أو تُترك لتنهار بفعل الإهمال.

ويشير مختصون في التراث إلى أن غياب الثقافة التراثية في المناهج الدراسية، وضعف الفعاليات التوعوية، من أبرز أسباب تراجع الاهتمام الشعبي بالتراث الأردني. كما أن التغيرات الاجتماعية السريعة والعولمة الرقمية ساهمت في ابتعاد الجيل الجديد عن الموروث الشعبي من لباس وطعام ولهجة وفنون.

من جهة أخرى، يرى بعض المواطنين أن ضعف الدعم الحكومي وغياب المبادرات التطوعية المستمرة أسهما في زيادة الفجوة بين الناس وتراثهم، فالكثير من المواقع التراثية لا تحظى بالصيانة أو الترويج الكافي، ما يقلل من حضورها في الوعي العام.

ويؤكد خبراء أن الحفاظ على التراث مسؤولية جماعية، تبدأ من المواطن وتنتهي بالمؤسسات الرسمية، مشددين على ضرورة دمج التراث بالحياة اليومية من خلال المهرجانات، والمشاريع السياحية، والتعليم، والفنون، حتى يبقى التراث الأردني حيًّا نابضًا في وجدان الأجيال المقبلة.

فالتراث ليس ماضيًا نودّعه، بل هو أساس نُبني عليه مستقبلنا. وإذا لم نُدرك قيمته اليوم، سنفقد غدًا جزءًا من هويتنا التي لا تُعوَّض.