الأميرة دانا فراس ترعى إطلاق وثيقة توصيات للسياسات الخاصة بتغير المناخ والتراث الثقافي في الأردن

نبض البلد - تحت رعاية سمو الأميرة دانا فراس، رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا ورئيس إيكوموس - الأردن، أطلقت الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، اليوم الثلاثاء، في المركز الثقافي – بيت يعيش، وثيقة توصيات للسياسات الخاصة بتغير المناخ والتراث الثقافي.
جرى ذلك بحضور سمو الأمير فراس بن رعد وسفير جمهورية ايرلندا ماريان بولجر والسفير البريطاني فيليب هول، بحضور ممثلين عن وزارات وهيئات وطنية وخبراء وباحثين من مجالي التراث والبيئة.
وتُعد هذه الوثيقة الأولى من نوعها في الأردن، وتشكل مرجعًا وطنيًا لتكامل العمل بين قطاعي التراث والبيئة في مواجهة آثار التغير المناخي.
وأُعدّت الوثيقة ضمن مشروع تعاوني بين الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا ومشروع الآثار المهددة بالانقراض في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التابع لجامعة أكسفورد، بدعم من مجلس البحوث البريطاني للفنون والعلوم الإنسانية وصندوق الحماية الثقافية، التابع للمجلس الثقافي البريطاني.
وانبثقت الوثيقة عن أعمال الورشة الإقليمية "دمج التراث الثقافي في سياسات المناخ في الشرق الأوسط"، بمشاركة خبراء من الأردن وفلسطين والعراق ومصر، كما استندت إلى دراسات ميدانية في مواقع التراث العالمي في البترا، والسلط، وموقع المعمودية، وتل السلطان في أريحا.
وتتضمن الوثيقة إطارًا وطنيًا متكاملًا يربط بين حماية التراث الثقافي والتصدي لتغير المناخ عبر ثمانية محاور رئيسية، تدعو إلى اعتماد نهج شامل يدمج البعدين الطبيعي والثقافي ضمن منظومة واحدة تراعي العلاقة بين الإنسان والبيئة، وإلى تطوير فهم علمي أدق للمخاطر المناخية.
كما تؤكد الوثيقة على بناء القدرات والتعليم لتعزيز الوعي والتأهب المجتمعي، وعلى نهج تشاركي يضع الإنسان في صميم عملية الحماية والإدارة.
وتطرح مسارين متكاملين للتعامل مع التغير المناخي: التخفيف من الانبعاثات عبر كفاءة استخدام الموارد والطاقة، والتكيف من خلال خطط استباقية تضمن استدامة وصمود التراث.
كما توصي الوثيقة بإنشاء شبكة وطنية للتنسيق وتبادل الخبرات، وتعزيز التمويل المستدام لتمكين القطاع التراثي من الوصول إلى الدعم المحلي والدولي. وتخلص إلى ضرورة إدماج التراث الثقافي في السياسات الوطنية للمناخ بوصفه عنصرًا أساسيًا لبناء المرونة الاجتماعية والبيئية وتعزيز القدرة الوطنية على التكيف مع التحديات المناخية.
وقالت سمو الأميرة دانا فراس: "جرى تصميم هذه الوثيقة بهدف دمج التراث الثقافي وتغير المناخ على مستوى السياسات العالمية، وتعتبر خريطة طريق تضع التراث الثقافي في صميم العمل المناخي والتنمية المستدامة، داعيةً إلى اتخاذ خطوات عملية لدمج الثقافة والتراث في السياسات والمبادرات الوطنية الخاصة بالمناخ".
وأشار رئيس إيكوموس – فلسطين، الدكتور شادي غضبان، "أنه مع مواجهة فلسطين لتأثير الاحتباس الحراري، فإن حماية التراث لم تعد مقتصرة على صون الماضي، بل رسم مستقبل مستدام وقادر على الصمود مستوحى من هذا التراث. ومن خلال الجمع بين المعرفة التقليدية والابتكار، وتعزيز السياسات المناخية، والاستثمار في التقنيات المتجددة، يمكن لفلسطين أن تحول قدرتها الثقافية على الصمود إلى نموذج للريادة البيئية الإقليمية".
من جانبه، قال الدكتور بيل فينلايسون من جامعة أكسفورد: "إن تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي يمثل قضية تتصاعد بسرعة، ولكن لا ينبغي أن نركز فقط على التهديدات وإجراءات التخفيف، بل يجب أن نسعى لاستخلاص الدروس من ممارسات الإدارة التقليدية للأراضي والمرونة الناجحة في الماضي."
وقال الدكتور ويل ميغاري، من مجموعة العمل المعنية بالعمل المناخي في الإيكوموس وجامعة كوينز بلفاست: "من السواحل المعرضة للرياح في ايرلندا إلى صحارى الأردن، يهدد تغير المناخ بعض أكثر أماكننا تميزًا. هذه المواقع ليست مجرد أطلال قديمة؛ إنها تثبت هويتنا وتمنحنا إحساسًا بالانتماء. توفر لنا هذه الأسبوع فرصة للقاء، والتعلم من بعضنا البعض، وتحديد طرق عملية وذات مغزى لحماية تراثنا الثقافي للأجيال القادمة."
ويعقب إطلاق الوثيقة، إطلاق برنامج تدريبي للتثقيف المناخي لخبراء التراث والتشبيك حول سياسات المناخ والتراث الثقافي في الأردن وفلسطين والمنطقة، بمشاركة خبراء محليين وإقليميين ودوليين من المملكة المتحدة وإيرلندا، بالإضافة إلى ممثلين عن مشروع الآثار المهددة بالانقراض في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وصُممت الدورة لتكون شاملة ومتاحة لجميع المشاركين، مع مراعاة السياق الأردني والفلسطيني، وتقديمها باللغة العربية من قبل متخصصين محليين.
وجرى تنظيم هذه الفعاليات من قِبل الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، ومجموعة العمل المعنية بالعمل المناخي في إيكوموس الدولية، ومشروع EAMENA، وشركة التاءات الثلاثة للاستشارات البيئية والتراثية، بدعم من وزارة الخارجية الإيرلندية، والمجلس الثقافي البريطاني، وجامعة كوينز بلفاست.