نبض البلد - افتتح وزير المياه والري، المهندس رائد أبو السعود رئيس المجلس الوزاري العربي للمياه، ووزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم، أعمال الاجتماع الوزاري المشترك الثالث لوزراء المياه والزراعة العرب المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة تحت شعار (التنسيق المؤسسي واتساق السياسات لتحقيق الأمن المائي والغذائي في المنطقة العربية)، على هامش أسبوع القاهرة الثامن للمياه للفترة من 12-16 تشرين الأول.
واستعرض المهندس أبو السعود الواقع المائي العربي كونه الأكثر تحديا خاصة أن 60 بالمئة من مصادره المائية تنبع من خارج الحدود العربية، إضافة لما تشهده المنطقة العربية من احتباس حراري وتفاقم مشكلة الشح المائي واستنزاف الموارد المائية والصراعات الإقليمية واثرها على موجات اللجوء، مؤكدا أن دراسات الأمم المتحدة بينت أن 18 دولة عربية هي دون خط الفقر المائي الحاد، وأن 22 دولة عربية هي الأكثر فقرا وندرة بالمياه بسبب الإجراءات التي تتخذها دول المصدر، محذرا من خطر الجفاف والتصحر نتيجة التغيرات المناخية وتدهور الأراضي السلوكيات الزراعية ومياه الصرف الصحي غير المعالجة والاستخدام المفرط للمبيدات.
ودعا الى تكاتف الجهود لإيجاد الحلول وتنفيذ مبادرات مائية عربية مشتركة وزيادة الوعي بأهمية المحافظة على المياه وتعزيز الحاكمية الرشيدة وتوسيع دور مؤسسات البحث العلمي العربية في إيجاد الحلول وتوسيع الاستفادة من الطاقة المتجددة في مشاريع تحلية المياه وتوسيع استخدام مواردنا المحلية في تنقية مياه الشرب وزيادة برامج الحصاد المائي وتحقيق التكامل بين الأمن الغذائي والمائي والبيئي، مشددا على أهمية التوسع في استخدام الموارد المائية غير التقليدية وبناء استراتيجية مشتركة لضمان الأمن المائي العربي.
وشدد في كلمته، على أهمية إيجاد سياسات فاعلة تكفل تحقيق نهج إدارة متكاملة للموارد المائية العربية ليشمل تنسيق الجهود العربية على نحو مستدام في إدارة موارد المياه السطحية والأحواض المائية المشتركة وتعزيز رقمنة المؤسسات المائية، وإيجاد ممارسات إدارية صحيحة ومستدامة لموارد المياه لتعزيز دور المواطن في حماية المقدرات المائية ووقف الاستخدامات غير المشروعة ومساهمته الايجابية في الوفاء بالالتزامات المترتبة عليه ليكون رديفا أساسيا في إنجاح السياسات المائية الوطنية، وتحقيق التكامل بين الغذاء والمياه والطاقة والبيئة وزيادة الاعتماد على المصادر غير التقليدية وإعادة استخدام المياه المعالجة.
وزاد أبو السعود، أن وضع أهداف تناسب مشاكل المنطقة مثل ربط قضايا المياه بالأمن والسلم الإقليمي، ووضع خطط ذات كفاءة في إدارة الطلب على المياه ، وتعزيز دور القطاع الخاص وإشراك المنظمات المحلية والدولية المعنية في خلق حالة وعي بأهمية دور الأفراد والمجتمعات في إدارة موارد المياه والطاقة ودعم البحث العلمي لدراسة الواقع المائي العربي وتقلبات المناخ وتكنولوجيا التحلية وغيرها يعد أولوية هامة.
وأشار الى تجارب الأردن الناجحة في إنجاز نماذج ومبادرات ريادية في شراكة المجتمع المحلي والقطاع الخاص في تحسين إدارة المياه وخفض الفاقد وتوسيع الاستفادة من المياه المعالجة كمصدر مستدام وجهود إنجاز مشروعه الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر (الناقل الوطني) ورفع كفاءة مياه الري والوعي المائي على مختلف المستويات، داعيا الى المزيد من التعاون الإقليمي العربي - العربي، وتعزيز الشفافية والمساءلة والتماسك والتكامل وترسيخ سيادة القانون بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية.
وعبر وزير المياه والري رئيس المجلس الوزاري العربي عن شكره وتقديره للأشقاء في مصر على استضافة المجلس الوزاري العربي، مؤكدا التزام الأردن ببذل كل الجهود لإنجاح العمل العربي المائي المشترك .
من جهته، بين وزير الموارد المائية المصري الدكتور هاني سويلم ترابط التحديات الغذائية والمائية والبيئية خاصة أن 90 بالمئة من سكان المنطقة العربية يعانون الندرة المائية، داعيا الى تطوير اليات مؤسسية لتكامل المياه والغذاء والزراعة.
وأكد ضرورة سد فجوات البيانات وتطوير أنظمة المعلومات من خلال إنشاء منصات عربية مشتركة لتبادل البيانات والخبرات، بما يدعم عملية صنع القرار ويعزز من كفاءة الاستثمارات، داعيا الى تعزيز صمود قطاعي المياه والزراعة أمام التغيرات المناخية الذي يتطلب حلولًا عملية ومبتكرة، تبدأ من تحسين كفاءة الري وإدارة الطلب على المياه، وتمتد إلى إدماج الطاقة المتجددة في تشغيل محطات التحلية والمعالجة، والتوسع في الزراعة الذكية، وتبني آليات التأقلم مع الجفاف والفيضانات، وهو ما يعكس جوهر منهجية Nexus في ربط المياه بالغذاء والطاقة والبيئة ، واستعرض عدد من التجارب المصرية الناجحة .
إلى ذلك، أشار وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعه السعودي الدكتور سليمان الخطيب/ رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، إلى تزايد الضغوط على الموارد المائية العربية خاصة، مؤكدا إيمان السعودية ببناء شراكات فاعلة ومنظومة عربية متكاملة لمواجهة مختلف التحديات.
من جانبه، دعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية السفير علي بن إبراهيم المالكي، إلى تعزيز التعاون لتحقيق الأمن المائي والزراعي العربي، وتسريع وتيرة التنسيق بين الغذاء والماء وتبادل الخبرات، وشدد على استنهاض كافة الجهود لدعم الاشقاء الفلسطينين في مواجهة حرمان المياه والغذاء مشيدا بدور وزراء المياه والزراعة العرب الفاعل في الاجتماعات المشتركة التي تعتبر نموذجا فاعلا لتفعيل الحلول العابرة للقطاعات.
وتحدث في المؤتمر عدد من ممثلي الدول العربية، مؤكدين تعزيز جهود التعاون والشراكة.
واختتم الاجتماع الوزاري بالتأكيد على تنفيذ إعلان القاهرة وخطة عمله وتعزيز التنسيق المؤسسي واتساق السياسات وتجديد الالتزامات المشتركة وتسريع وتيرة التنسيق بين القطاعين العام والخاص وتعزيز جهود مواجهة التحديات الملحة للأمن المائي والغذائي والزراعي في المنطقة العربية .