من "العصرية": "الكيالي" يقرأ الانحياز الغربي و"عبد الرحمن" يؤكد: كيف نغتنم عزلة إسرائيل؟

نبض البلد -


من "العصرية": "الكيالي" يقرأ الانحياز الغربي و"عبد الرحمن" يؤكد: كيف نغتنم عزلة إسرائيل؟

رحّب أ.د. أسعد عبد الرحمن مساء الأربعاء 17 أيلول 2025، بالمهندس عماد الكيالي – الناشط السياسي والأديب – في إطار "الموسم الثقافي لمنتدى العصرية"، حيث قدّم الكيالي محاضرة بعنوان: "هل ثمة مستقبل فلسطيني في ظل الانحياز الغربي؟" وسط حضور نوعي وتفاعل لافت.
وفي كلمته الترحيبية، أشاد الدكتور أسعد بمسيرة الكيالي التي جمعت بين الابداع في العمارة والأدب والفكر، مشيرًا إلى أن كتابه: "الأسطورة والسياسة.. الدعم الغربي الراسخ لإسرائيل: الدوافع والأبعاد" يُعد ثمرة بحث معمّق في جذور الانحياز الغربي لإسرائيل، ودليلًا على قدرته على توظيف خلفيته المعمارية في خدمة النقد الفكري والتحليل السياسي.
خلال المحاضرة، أكّد الكيالي أن الانحياز الغربي لإسرائيل ليس موقفًا عابرًا، بل هو بنية تاريخية متجذّرة تداخلت فيها الأسطورة التوراتية وأرض الميعاد مع الادعاء الأخلاقي الغربي بعد الحرب العالمية الثانية، وتدعّمها شبكة مصالح استراتيجية تتعلق بالنفط والهيمنة العسكرية. كما بيّن أن هذا الانحياز تغذّيه أذرع إعلامية ومالية ولوبيات نافذة في أوروبا وأميركا وكندا والبرازيل وغيرها.
وفي سياق متصل، أضاف الباحث السياسي الكيالي أن صورة إسرائيل تشهد تصدّعًا متزايدًا داخل المجتمعات الغربية، حيث تراجعت الدعاية الصهيونية أمام موجة شعبية واسعة تجلّت في المظاهرات الكبرى وارتداء الكوفية الفلسطينية في الشوارع والبرلمانات. واعتبر أن حرب غزة الأخيرة كانت بمثابة "أثر الفراشة" الذي أحدث ارتدادات فكرية وسياسية عبر القارات وأعاد القضية الفلسطينية إلى الوعي العالمي.
في المداخلة الختامية، أكد الدكتور أسعد عبد الرحمن على قوة المضامين التي قدمها المحاضر الكيالي، وأشار الى العزلة التي تعيشها إسرائيل كواقع دولي، والتي يمكن أن تتحوّل إلى فرصة استراتيجية للعرب والفلسطينيين،  موضحاً أن سياسات حكومة الاحتلال المتطرفة عمّقت هذه العزلة إلى درجة اضطرت نتنياهو نفسه للاعتراف بها، قبل أن يسارع للتخفيف من وقعها بخطاب دعائي، مؤكدًا: "العزلة واقع قائم، لكن بيت القصيد يكمن في براعة إسرائيل في اقتناص الفرص… والسؤال الجوهري الذي تطرحه هذه المحاضرة في سياق ما ركّز عليه المحاضر: كيف نستطيع نحن كعرب أن نغتنم مثل هذه الفرص لصالح قضيتنا المركزية؟".
واختُتمت الأمسية بتقديم درع تكريمي للمحاضر باسم "المنتدى"، بعد محاضرة امتدت لساعتين تخللتها مناقشات معمّقة وحوار مفتوح عكس اهتمام الحضور الحاشد بالقضية الفلسطينية في سياقها الدولي الراهن.