من غزة الى الدوحة فرصة العرب لإعادة رسم التحالفات مع واشنطن

نبض البلد -
 من غزة الى الدوحة فرصة العرب لإعادة رسم التحالفات مع واشنطن

اللواء المتقاعد هلال الخوالده 

بالتوازي مع استمرار الحرب على غزة والتعنت الإسرائيلي المتطرف والقتل والتدمير في الضفه الغربية ، شهدت المنطقة العربية تطورات خطيرة تمثلت في استهداف دولة قطرالشقيقه واستمرار التعديات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واليمن  بدعم أمريكي لامحدود ، مما يفرض على الدول العربية الوقوف وقفة جادة لمراجعة سياساتها، وتحالفاتها وإعادة ترتيب أولوياتها السياسية والأمنية والاقتصادية بما يحمي سيادتها ويعزز الاستقلالية في القرارالعربي .  

يؤكد هذا الاستهداف أن التهديد الإسرائيلي لم يعد مقتصرًا على الشعب الفلسطيني، بل يطال أمن دول الخليج والمنطقة العربية بأسرها ،وأن الدعم الأميركي لإسرائيل يكشف حدود الرهان على واشنطن كوسيط عادل أو ضامن وحيد للأمن وان اولويتها دوما إسرائيل مهما فعلت او اخترقت القوانيين الدولية بغض النظر عن الحلفاء او علاقاتها الاستراتيجية في المنطقة.

شكلت هذه  التحولات في النظام الدولي والتمرد الإسرائيلي فرصة سانحه للعرب  للبحث عن بدائل اكثر واقعية للتحالفات التقليدية الحالية ، ولذلك على العرب في قمة الدوحه التفكير جدياً واتخاذ قرارات حاسمة وإعلان مراجعة شاملة للعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وجعلها مشروطة بوقف الانحياز لإسرائيل، وإيقاف كافة اشكال العلاقات مع إسرائيل،  وتفعيل منظومة دفاع عربية مشتركة ،وتقليل الاعتماد على المظلة الأمنية الأميركية ،واستخدام أوراق الضغط العربية الاقتصادية كالطاقة والتجارة البينية والاستثمارات مع الدول الكبرى وخاصة أمريكا وتنويع الشراكات والتحالفات الاستراتيجية الاقتصادية مع قوى عالمية بديلة، إطلاق حملة إعلامية عربية موحّدة تكشف ازدواجية المعايير الغربية وتبرز معاناة الشعب الفلسطيني وتهديد السيادة العربية ويجب ان يترافق ذلك كله مع خطوات عملية  فورية مثل:  تجميد أو إعادة تقييم صفقات السلاح والاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحده الامريكية وتنويع مصادر السلاح ،  إطلاق حوار استراتيجي مع الصين وروسيا والهند وباقي القوى العالمية لبناء تحالفات استراتيجية بديله ومتوازنة، تشكيل قوة عربية كبيرة وقادرة على الدفاع عن الأعضاء (نيتو عربي) توطين وإيجاد تكنولوجيا دفاعية عربية وبناء صناعة دفاعية قادرة على إيجاد قدرات ردع عربية، وختاما إن اللحظة الراهنة فرصة تاريخية لإعادة ضبط الجهود العربية لحماية السيادة، ونصرة فلسطين، وتحرير القرار العربي من التبعية والتحرك بصورة موحّدة وعاجلة لتثبيت الحضور العربي كقوة فاعلة في النظام الدولي الجديد.