نبض البلد - تسلم المهندس عدنان السواعير أمس الاحد في حفل أقيم بمدينة Benevento في جنوب إيطاليا جائزة "مارزاني الدولية للصحافة والأدب لعام 2025".
هذه الجائزة تمنح سنويا لعدد من الأجانب عملوا في بلادهم لتوطيد العلاقات مع إيطاليا، وقد منحت الجائزة هذا العام اضافةً للسواعير سفير فلسطين لدى الفاتيكان وسفير جمهورية الجزائر السابق لدى إيطاليا.
وقد ألقى المهندس عدنان السواعير كلمة عقب تسلمه الجائزة أكد فيها شكره الجزيل للقائمين على الجائزة واللجنة العلمية ولجنة الحكماء، حيث أشاد بعلاقته العميقة مع إيطاليا التي درس فيها، فضلًا عن كون عائلته تحمل جذورًا مرتبطة بتلك الأرض.
وعبر السواعير عن فخره بالأردن الذي يواصل القيام بدوره المحوري في تعزيز الاستقرار والحوار والتسامح رغم التحديات، مبينًا أن علاقات الأردن وإيطاليا تمثل نموذجًا للتعاون الصادق القائم على الاحترام المتبادل.
يذكر ان هذا العام الثامن عشر على التوالي الذي تمنح به هذه الجائزة والمهندس السواعير هو أول اردني يحصل عليها.
يذكر ان السواعير هو من خريجين إيطاليا وقد قام بأعمال عديدة لتوثيق العلاقات بين الأردن وإيطاليا فقد عمل خلال تواجده بمجلس النواب وترأسه لجمعية الصداقة البرلمانية الأردنية الإيطالية على تسهيل حصول الأردن على عدد من المشاريع مثل معهد ترميم الآثار بجرش، وحصل على وسام رئيس الجمهورية الإيطالية لنشاطه المعروف في هذا المجال، كذلك انشأ المركز الأردني الإيطالي للتأهيل والتدريب حيث تم ابتعاث 30 مهندس اردني من وزارة الأشغال العامة وجامعة الحسين التقنية ونقابة المقاولين وأمانة عمان إلى إيطاليا ليصبحوا مدربين في مجال السلامة العامة والصحة المهنية وتم تدريب ما يزيد عن 400 اردني في هذا المجال.
المركز الأردني الإيطالي سيقوم بالفترة المقبلة بابتعاث 10 اردنيين ليصبحوا مدربين في مجال ترميم الآثار ليصار بعدها بتأسيس مركز متخصص في هذا المجال في مدينة الكرك.
كذلك يعمل المركز الأردني الإيطالي في هذه الفترة وبالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني لفتح باب العمل للأردنيين في إيطاليا في مجال الإنشاءات وذلك بعد خوضهم عدد من الدورات في هذا المجال لتأهيلهم لدخول سوق العمل في إيطاليا.
وتاليًا نص كلمة السواعير
السيدات والسادة،
الأصدقاء الأعزاء،
إنه لشرف عظيم لي أن أتسلم جائزة مارزاني الدولية للصحافة والأدب لعام 2025.
أود أن أتوجه بخالص الشكر للصديق إنزو بارزيالي ولجمعية كامبانيا أوروبا المتوسط، وللجنة العلمية ولجنة الحكماء، ولكل المؤسسات الداعمة لهذه المبادرة المرموقة.
إن هذا التكريم ليس مجرد تقدير شخصي، بل أعتبره قبل كل شيء علامة ثقة في فكرة أن الحوار والتعاون والاحترام المتبادل هي الطريق الأمثل لبناء مستقبل أفضل.
إن علاقتي بإيطاليا عميقة وشخصية؛ فقد درست هنا، وتحمل عائلتي جذورًا مرتبطة بهذه الأرض، وكان لي شرف المساهمة في تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية الأردنية–الإيطالية بهدف تعزيز العلاقات المؤسسية والثقافية بين بلدينا، ودعم رؤية لمتوسط يسوده السلام والتعاون.
وأود أيضًا أن أؤكد بفخر على دور بلدي الأردن، الذي يواصل، رغم التحديات الإقليمية والدولية، القيام بدور محوري في تعزيز الاستقرار والحوار والتسامح. إن العلاقات بين الأردن وإيطاليا تمثل نموذجًا للتعاون الصادق القائم على الاحترام المتبادل والتبادل الثقافي والالتزام المشترك من أجل السلام.
لكننا اليوم، ونحن نحتفي بقيم الديمقراطية والسلام والتضامن، لا يمكننا أن نتجاهل المآسي التي تضرب منطقتي.
فمأساة الشعب الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص الكارثة الإنسانية الجارية في غزة، تمثل جرحًا مفتوحًا في ضمير الإنسانية. إنها ليست مجرد قضية سياسية أو جيوسياسية، بل اختبار حقيقي لقيمنا الإنسانية العالمية.
وأود أن أضيف تأملاً أراه أساسيًا: إن حرية الصحافة اليوم تتعرض لهجوم شرس. فقد قُتل أكثر من 240 صحفيًا وعاملاً في وسائل الإعلام في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وكان كثير منهم معروفين بشجاعتهم وتفانيهم. هذه الجرائم ليست مجرد اعتداءات على أفراد، بل هي هجوم مباشر على حرية الإعلام وعلى قدرتنا في فهم حقيقة الصراعات. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بحزم، مطالبًا بتحقيق العدالة للضحايا وتوفير الحماية لأولئك الذين يواصلون نقل الحقيقة رغم التهديدات.
إن الصمت أو اللامبالاة أمام مثل هذه الفظائع يقوض مصداقية كل من يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والسلام.
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى مجتمع دولي منسجم، قادر على حماية المدنيين، والدفاع عن القانون الدولي، والعمل من أجل حل عادل ودائم.
إن جائزة مارزاني تذكرنا بأن للصحافة والأدب القدرة على سرد الحقيقة بلا قيود، وعلى إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، وبناء جسور بين الشعوب والثقافات.
وأختتم برسالة أمل: أن تستمر الصداقة بين إيطاليا والأردن في النمو، وأن يعود المتوسط بحرًا للسلام، وأن تكون العدالة والكرامة حجر الأساس لكل مستقبل مشترك.
شكرًا لكم.