‏"شي يدعو لتعزيز روح شانغهاي والانطلاق بثبات في قمة تاريخية للتعاون"

نبض البلد -
‏"شي يدعو لتعزيز روح شانغهاي والانطلاق بثبات في قمة تاريخية للتعاون"
‏ دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم (الاثنين)، الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون إلى المضي قدما بخطوات راسخة نحو مستقبل أفضل، وذلك وسط انعقاد أكبر قمة للمنظمة على الإطلاق، في مدينة تيانجين المينائية بالصين.
‏وخلال كلمته في الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون، حث شي الدول الأعضاء على المضي قدما بروح شانغهاي في عالم تكتنفه الكثير من التحديات والتغيرات، وعلى الاستفادة بشكل أفضل من إمكانات المنظمة.
‏وقد توسعت منظمة شانغهاي للتعاون، التي تأسست في مدينة شانغهاي في يونيو عام 2001، من ستة أعضاء مؤسسين لتصبح عائلة مكونة من 26 دولة، تضم 10 أعضاء، ودولتين بصفة مراقب، و14 دولة بصفة شريك حوار، وتمتد هذه الدول عبر آسيا وأوروبا وإفريقيا، ويغطي التعاون بينها أكثر من 50 مجالا، بإجمالي ناتج اقتصادي يقارب 30 تريليون دولار أمريكي.
‏وقال شي إن " تأثير المنظمة وجاذبيتها على الصعيد الدولي يزدادان يوما بعد يوم"، مشيدا بـ"إنجازات رائدة وتاريخية" حققتها المنظمة في مسيرة التنمية والتعاون.
‏وأشار إلى أن المنظمة كانت أول كتلة أنشأت آلية عسكرية لبناء الثقة في المناطق الحدودية بين دولها، وأول من أطلق تعاونا في إطار مبادرة الحزام والطريق. وأضاف بقوله: "كنا أول من أبرم معاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل، ما كان إعلاناً لالتزامنا بإقامة صداقة دائمة والامتناع عن الأعمال العدائية".
‏وأضاف شي أن الدول الأعضاء في المنظمة كانت أيضا أول من طرح رؤية الحوكمة العالمية التي تتميز بمشاورات مكثفة وإسهامات مشتركة من أجل المنفعة المشتركة، في سعي لممارسة تعددية الأطراف الحقيقية.
‏وتابع قائلا: "ينبغي أن ندعو إلى عالم متعدد الأقطاب على نحو متكافئ ومنظم، وإلى عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع، وأن نجعل نظام الحوكمة العالمية أكثر عدلا وإنصافا".
‏ودعا شي الدول الأعضاء إلى أن تظل وفية للمهمة التأسيسية للمنظمة، وأن تعزز تنميتها السليمة والمستدامة بعزم أكبر وبمزيد من الإجراءات العملية.
‏وأكد أنه يجب على الدول الأعضاء في المنظمة أن تعمل على إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الاختلافات جانبا، وأن تسعى لتحقيق منفعة متبادلة ونتائج مربحة للجميع، وأن تدافع عن الانفتاح والشمول، وأن تتمسك بالنزاهة والعدالة، وأن تسعى جاهدة لتحقيق نتائج حقيقية وكفاءة عالية.
‏وقال شي: "إن الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون جميعها أصدقاء وشركاء"، داعيا إياها إلى احترام اختلافاتها، والحفاظ على التواصل الاستراتيجي، وتعزيز توافق واسع، وتقوية التضامن والتعاون.
‏وأوضح أنه يتعين على الدول الأعضاء أن تستفيد من قوة أسواقها الضخمة ومن التكامل الاقتصادي بينها، وأن تحسّن من تيسير التجارة والاستثمار.
‏وأعرب شي عن تطلعه لتعزيز التعاون بين دول المنظمة في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية والصناعة الخضراء والاقتصاد الرقمي والابتكار العلمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
‏وحث على تفعيل دور المركز الشامل لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية التابع لمنظمة شانغهاي للتعاون، ومركز منظمة شانغهاي للتعاون لمكافحة المخدرات، وإنشاء بنك تنمية خاص بالمنظمة في أسرع وقت ممكن، بغية توفير دعائم أقوى للتعاون الأمني والاقتصادي بين الدول الأعضاء.
‏ولضمان تحقيق تنمية أفضل للمنظمة عبر إجراءات حقيقية، أعلن شي أن الصين ستقدم هبة قدرها مليارا يوان (حوالي 281 مليون دولار أمريكي) إلى الدول الأعضاء في المنظمة خلال العام الجاري، وستقدم قروضا إضافية بقيمة 10 مليارات يوان للبنوك الأعضاء في اتحاد بنوك منظمة شانغهاي للتعاون على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
‏وقال شي إنه بالإضافة إلى ذلك، تخطط الصين لتنفيذ 100 مشروع "صغير وجميل" لتوفير سبل العيش في الدول الأعضاء التي لديها هذه الاحتياجات. وخلال السنوات الخمس المقبلة، ستؤسس الصين 10 ورش عمل لوبان في هذه الدول، وستوفر 10 آلاف فرصة تدريب في مجال تنمية الموارد البشرية.
‏وتجاوز حجم الاستثمارات الصينية المتراكمة في باقي الدول الأعضاء بالمنظمة 84 مليار دولار أمريكي، فيما تخطى حجم التجارة الثنائية السنوية للصين مع باقي الدول الأعضاء 500 مليار دولار أمريكي.
‏وقال شي: "إن الصين توائم دائما بين تنميتها وتنمية منظمة شانغهاي للتعاون وتطلعات شعوب الدول الأعضاء إلى حياة أفضل".