لفته إنسانية أم تكتيك خفي؟ قراءة سياسية وأمنية في دوافع إسرائيل للموافقة على ادخال المساعدات الانسانية وانزالها جوا او حتى وقف مؤقت للعمليات العسكرية في غزة تحت ذرائع إنسانية لسويعات محدده
رغم تفوقها العسكري المعلن، ورفضها المتكرر لأي تنازل ميداني أو سياسي، وافقت إسرائيل وسمحت ادخال مساعدات "إنسانية"، أو سمحت بمرورها أو شاركت في إنزالها، في خطوةٍ ظاهرها إنساني، إلا أن باطنها يحمل جملة من الأهداف الخفية والاستراتيجيات المعقّدة التي تسعى إسرائيل لتحقيقها دون التصريح بها.
ومن منظور سياسي وأمني، يمكن تلخيص أبرز هذه الأهداف في النقاط التالية:
أولًا: تحسين الصورة الخارجية وتخفيف الضغط الدولي من خلال
تلميع صورتها أمام العالم بادعاء "الالتزام بالقانون الدولي الإنساني".
امتصاص الغضب العالمي والضغط الإعلامي نتيجة توثيق الانتهاكات ضد المدنيين. والتحايل على حملات الإدانة والمقاطعة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
منح الحلفاء، خصوصًا الولايات المتحدة، هامشًا لتحسين تبرير الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل.
ثانيًا: أهداف عسكرية خالصة ومنها :
إعادة ترتيب الصفوف وإعادة التموضع العسكري بعد عمليات ميدانية مكلفة في الأسابيع الاخيره في القطاع ,
تقييم المرحلة السابقة من القتال وتحديد الخسائر والإخفاقات التكتيكية وايجاد الحلول ,تعويض النقص اللوجستي وإعادة تزويد الوحدات القتالية,
جمع معلومات استخبارية من خلال مراقبة تحركات المقاومة، أو استغلال دخول المساعدات لرصد مناطق يصعب الوصول إليها عسكريًا.
ثالثًا: إدارة المعركة السياسية والدبلوماسية
كسب الوقت لفرض "حلول مرحلية" عبر الوسطاء (مثل أمريكا أو قطر أو مصر)، تخدم الأجندة الإسرائيلية تدريجيًا،إطالة أمد الحرب دون دفع كلفة سياسية عالية، بإظهارها كطرف "مرن” أمام الرأي العام.
رابعًا: ضرب النسيج الداخلي الفلسطيني
محاولة زرع الانقسام بين فصائل المقاومة، خصوصًا إذا ارتبطت المساعدات موجهة جغرافيًا،
إضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة تحت غطاء "الإغاثة الإنسانية”، وتحويل التركيز الشعبي من الصمود إلى البحث عن الاحتياجات اليومية.
خامسًا: ما بعد الحرب
تهيئة البيئة السياسية والمجتمعية في غزة لما بعد العمليات، تمهيدًا لمحاولات فرض حلول أمنية أو سياسية تضمن مصالح إسرائيل في مرحلة "اليوم التالي".
اللواء المتقاعد هلال الخوالدة