نبض البلد -
الخزاعي: "السوشال ميديا" تسهم بانتشار ظاهرة الزواج التجاري
زيتون: الزواج التجاري دون مراعاة الضوابط الشرعية مخالف للدين والقيم
الأنباط - آية شرف الدين
مع تطور التكنولوجيا وزيادة الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي، برزت العديد من الظواهر الاجتماعية الجديدة، بعضها لا ينسجم مع القيم الدينية أو الأخلاقية، ومن بينها ما بات يُعرف بـ"الزواج التجاري".
فقد أضحى بعض الأفراد يلجأون إلى منصات السوشال ميديا للتعارف والزواج، بدوافع اقتصادية بحتة، حيث يتم اختيار الشريك بناء على شهرة أو نفوذ اجتماعي، بهدف تحقيق مكاسب مادية أو الترويج لمنتجات عبر الإعلانات، ما يحوّل العلاقة إلى صفقة تسويقية أكثر منها ارتباطًا إنسانيًا.
زواج المصلحة في الأردن.. أبعاد اقتصادية واجتماعية
ويقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إن زواج المصلحة في الأردن غالبًا ما يكون بدوافع اقتصادية، إذ يسعى بعض الأفراد للارتباط بشريك من عائلة ذات نفوذ أو ثراء لتحسين وضعهم المادي والاجتماعي. وأضاف أن لبعض هذه الزيجات أبعادًا سياسية أيضًا، خاصة لدى من يطمحون لتزويج أبنائهم من أبناء أو بنات شخصيات عامة ومسؤولة، لما لذلك من مكاسب اعتبارية.
وأوضح الخزاعي أن من بين دوافع هذا النوع من الزواج أيضًا، رغبة البعض في تجاوز صعوبات الزواج التقليدي من خلال وضع شروط ومواصفات تخدم مصالحهم الشخصية وطموحاتهم المستقبلية.
وأشار إلى أن الخطورة تكمن في أن هذا النوع من الزواج ينتهي غالبًا بانتهاء المصلحة، ما يؤدي إلى حياة زوجية مشحونة بالتوتر والقلق، وقد يفتقر الطرفان للانسجام والتفاهم الحقيقي، رغم وجودهما جسديًا تحت سقف واحد.
ونوّه الخزاعي إلى أن من مظاهر هذا الزواج غياب الأدوار الحقيقية داخل الأسرة، إذ قد يستأثر أحد الطرفين باتخاذ القرارات وفرض الرأي، نتيجة للفارق المادي أو النفوذي، ما يؤدي إلى تهميش دور الطرف الآخر وإضعاف بنية الأسرة.
وعن مدى انتشار الظاهرة، أكد الخزاعي أنها موجودة بنسب محدودة في الأردن، لا سيما لدى الفئات الأكثر تفاعلًا مع وسائل التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن هذه المنصات باتت وسيلة للتعارف والتواصل تؤدي أحيانًا إلى تكوين علاقات زوجية ذات طابع مصلحي.
انحراف عن المقاصد الشرعية
من جانبه، يرى أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور منذر زيتون أن "الزواج التجاري"، عندما يكون الهدف منه تحقيق مكاسب مالية فقط، دون مراعاة لمقاصد الزواج الشرعية والأخلاقية، يُعد مخالفًا للضوابط الدينية والاجتماعية. وأشار إلى أن مثل هذا الزواج قد ينطوي على نوع من الغش أو التدليس، لكونه لا يستند إلى نية صادقة في بناء أسرة متماسكة.
وبيّن زيتون أن هذا النوع من "الزواج" أصبح شائعًا على بعض منصات الإنترنت، حيث تُنشر بيانات أو حسابات لفتيات مقابل مبلغ مالي، دون ضمانات لنجاح العلاقة أو التحقق من مصداقية المعلومات، ما يُعد تعديًا على سمعة الناس ومشاعرهم، ومنافياً للقيم الأسرية.
ولفت إلى الفرق بين الزواج القائم على وساطة مشروعة ضمن ضوابط أخلاقية، ويُدفع فيه أجر مقابل الخدمة، وبين الزواج التجاري الذي يُسقط القيم ويضع المال في مقدمة الأولويات.
دعوة لتوخي الحذر
ودعا زيتون الشباب لعدم الانجراف وراء الإعلانات التي تروّج لزواج سريع وعشوائي عبر الإنترنت، مشددًا على أهمية التكافؤ بين الطرفين على المستويات الدينية والاجتماعية والمادية. كما شدد على ضرورة مرور الزواج عبر القنوات الصحيحة، وعلى رأسها موافقة الأهل، وخصوصًا والد الفتاة، مؤكدًا أهمية أن تكون العلاقة مبنية على النية الصادقة لتكوين أسرة مستقرة، وليس على المظاهر أو الانجذاب السريع، الذي غالبًا ما ينتهي بالفشل.