أردنية في الرابعة عشرة تبتكر أداة تكشف عُسر القراءة خلال 90 ثانية

نبض البلد -

الشغنوبي: الأداة ما زالت في مرحلة التطوير وأسعى إلى توسيع نطاق استخدامها

الأنباط – جاد جادالله

حلّت سيما عمر الشغنوبي، صاحبة ابتكار أداة عُسر القراءة، ضيفة على برنامج "خطوة مع جاد” عبر شاشة "الأنباط”، لتسلط الضوء على أول أداة أردنية من نوعها تُستخدم للكشف المبكر عن عُسر القراءة لدى الأطفال، وهي أداة ابتكرتها سيما رغم أنها لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها، ونجحت من خلالها في تمثيل الأردن في مسابقات ومحافل علمية دولية.

بداية الطريق ومعاناة الإقناع
وتحدثت الشغنوبي عن التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها الابتكارية، مشيرة إلى أن "شغفها كاد أن ينهار وطموحها أن يتراجع” بسبب صعوبات واجهتها في إقناع الأهالي بالسماح لأبنائهم بالمشاركة في الاختبارات اللازمة لتطوير الأداة.
وأوضحت أنها كانت بحاجة إلى آلاف العينات التجريبية لاختبار دقة الأداة، إلا أنها لم تتمكن سوى من تطبيقها على نحو 70 طالبًا وطالبة، بسبب تحفظ أولياء الأمور. وأضافت: "الكثير من الأطفال يعانون من صعوبات في القراءة، لكنني لا أستطيع مساعدتهم دون موافقة ذويهم”.

كيف تعمل الأداة؟
وأوضحت الشغنوبي أن فكرتها بدأت في سن مبكرة، حين لاحظت تميزها في اللغة الإنجليزية مقابل صعوبة في قراءة اللغة العربية، ما دفعها للتفكير بطريقة علمية تساعد الأطفال على اكتشاف عُسر القراءة مبكرًا.
وقالت: "الاختبار لا يتجاوز الدقيقة والنصف، ويستطيع أن يحدد ما إذا كان الطفل يعاني من عُسر القراءة، وهو لا يتطلب وقتًا أو جهدًا كبيرًا”. وأشارت إلى أن الأداة ما زالت في مرحلة التطوير، وتسعى إلى توسيع نطاق استخدامها لتشمل اللغتين الإنجليزية والفرنسية أيضًا.
وأثنت سيما على دعم شقيقتها الكبرى التي ساعدتها منذ البداية، وساهمت في تبسيط العمل على تصميم الأداة وتجربتها ميدانيًا.

من فكرة إلى إنجاز عالمي
وتروي سيما أن فكرتها بدأت كحلم بسيط، لكنها تحوّلت إلى مشروع علمي تنافسي بفضل الدعم الأسري والمثابرة. وشاركت من خلاله في مسابقة علمية بالولايات المتحدة، حصلت خلالها على المركز الثالث، ما فتح أمامها الأبواب لنقل تجربتها إلى الأردن، بلدها الأم.
وأضافت أنها تقدمت بطلب الحصول على براءة اختراع، وهي بانتظار الموافقة الرسمية لحماية فكرتها وتطويرها بشكل أوسع.

أمل جديد للأطفال
ورغم التحديات والتكاليف العالية المرتبطة بإنتاج الأداة، ترى سيما أن مشاركتها في المسابقات الدولية خطوة مهمة نحو الحصول على دعم خارجي لتقليل التكلفة وتوسيع الفائدة.
وختمت حديثها برسالة وجهتها إلى الأطفال والشباب قائلة: "لا تتوقفوا عن الحلم، ولا تملّوا من المحاولة. الإبداع لا يرتبط بالعمر، وإنما بالإصرار والعمل. اقرأوا أكثر، فالثقافة تميزكم وتصنع مستقبلكم”.