"صندوق دعم البحث العلمي" يفضل الصمت
الدبَّاس: الأبحاث العلمية الطبية تُحسِّن أساليب التشخيص المُبكِّر والدقيق
الأسعد: الأبحاث الطبية تكشف مدى تأثير الأدوية الأجنبية على جينات المُجتمع المحلّي
ذكر الله: الأبحاث تُزوِّد الطلاب المتدربين بمعلومات نوعية لا تتوفَّر في الكتب
الأنباط - كارمن أيمن
تشهد القطاعات الطبية تقدُّمًا ملحوظًا في ظل التطوُّر العلمي والبحثي الذي يُجريه الأطباء باستمرار، فباختلاف المؤسسات العاملة، تسعى كُلٌ منها لإعداد أبحاث ترفع من كفاءة الاختصاص.
وفيما يتعلَّق بالأدوية، فقد كان للأبحاث العلمية دور حيوي في تطوير العلاجات وتصنيع أدوية عالية الجودة مكَّنتها من المنافسة عالميًّا، نظرًا لاستنادها على أُسسٍ علميَّةٍ وقواعد وافتراضات مُثبتة، بالإضافة إلى أنَّها تُزوِّد الأفراد بحقائق حول مدى ملاءمة الأدوية الأجنبية لجينات المجتمعات المحليّة، ما ينعكس إيجابًا على صحّة المرضى وجودة الأدوية ويُعزّز تصديرها للخارج.
ومِمَّا لا شكَّ فيه، أنَّ الأبحاث بقوَّتها ترفع من كفاءة التعليم في الجامعات وترتقي به لِـمستويات مُتقدِّمة بتوفيرها خبرة ومعرفة نوعية للطلبة مواكبة للعصر وغير متواجدة في الكتب.
ومن الجهات الرائدة في مجال الأبحاث الطبيّة، جمعية أطباء القلب الأردنية، التي تُمكِّن بنتائجها وتوصياتها اكتشاف حلول مُبتكرة لعلاجات تُقلِّل من نسب الخطورة وترفع منسوب التوعية.
الأبحاث العلميّة الطبية ترفع من كفاءة النظام الصحي
في السياق، أشار رئيس جمعية أطباء القلب الأردنية الطبيب جمال الدبَّاس إلى أنَّ الدور الرئيسي للأبحاث الطبية العلميّة يكمن بتطوِير العلاجات والأدوية لتُصبح أكثر فعَّاليّة وأقل بالتأثيرات الجانبية، ما يُحسِّن نتائج العلاج.
وأضاف أنَّ الأبحاث تُحسِّن أساليب التشخيص المُبكِّر والدقيق بأقل كلفة وبوقتٍ أسرع للتقليل من المضاعفات، فضلًا عن أنَّها تبني سياسات صحيّة ترتكز على أدلِّة تُوفِّر قاعدة علمية لصانع القرار، إذ ترفع من كفاءة النظام الصحي عبر تحديد أكثر الأمراض انتشارًا وتُحدِّد الحاجات الصحيّة اللازمة لأفراد المجتمع، بالإضافة إلى توجيه الموارد الوجهة الصَّحيحة لتُحقِّق أعلى فائدة صحية.
وبين الدّبَّاس، خلال حديثه لـ"الأنباط"، أنَّ الأبحاث الطبية تُحدِّد عوامل الخطورة وتطوِّر برامج التوعية والوقاية، بما يُقلِّل من انتشار الأمراض المزمنة والمُعدية.
يُذكر أنَّ جمعية أطباء القلب من الجمعيات الرائدة في مجال إعداد الأبحاث الطبية القلبية، إذ أظهرت أحدث الدراسات أنَّ إجراء تخطيط قلب في العشر دقائق الأولى من وصول المريض للطوارئ وتكرار التخطيط كل 10-30 دقيقة في حالة استمرار الألم يُحدث تحسُّنًا كبيرًا في فرص التشخيص المُبكِّر وعلاج مرضى آلام الصدر.
ونوَّه الدباس إلى أنَّ توصيات الأبحاث العلمية تتطلَّب فهمًا وإدراكًا وتدريبًا وتوعية من قِبَل الكوادر الطبّية والتمريضية والمساندة لِتطبيقها عمليًّا، ما يُساعد على فرص النجاة وتقليل الاعتماد على القبول العشوائي للمرضى، وترتيب الأولويات.
ولفت إلى أنَّ مستقبل الأبحاث الطبية مُعتمد على الأطباء كونه مجهود شخصي غير ربحي، ويواجه عدّة تحدِّيات مادية لدعم منهج البحث العلمي، موضِّحًا وجود صندوق البحث العلمي والابتكار، إلَّا أنَّه يُموِّل الأبحاث الطبية القلبية ضمن شروط مُحدَّدة، لاسيما أنَّ دعم الصندوق للأبحاث لا يقتصر على مجال القلب فحسب بل يشمل كافّة المجالات الطبية.
تأثير الأبحاث العلمية على الأدوية المحلّيّة
من جانبها، أوضحت مديرة إدارة البحث والتطوير في شركة دار الدواء منار الأسعد أنَّ الصناعات الدوائيّة في الأردن تُعتبر من الصناعات الرائدة في المنطقة، كما أنَّ الأبحاث الصيدلانية في هذا المجال تُسهم في تطوير أدوية محلّيّة بطرقٍ لا تُختَرق فيها براءات الاختراع المتواجدة عالميًّا، ما يُحفِّز تسجيل الدواء في المنطقة لتُنافس بالأسواق العالمية، وبالتَّالي تكون"رافدًا أساسيًا لتصدير الأدوية، وتُعزِّز الدخل نتيجة الصناعات الدوائيّة المحليّة.
ولفتت إلى أنَّ الأبحاث قد تُسهم في توفير الأدوية بسرعةٍ أكبر لتشمل كافّة المرضى وبكفاءة توازي الأدوية العالمية وبتكلفةٍ أقل، فضلًا عن أنَّها تُساعد في اكتشاف مدى تأثير الأدوية الأجنبية ومضاعفاتها على جينات المُجتمع المحلّي، ومعرفة مدى كفاءتها وملاءمتها، من خلال الدراسات العلميّة المحلّيّة والدوائية والسريرية وإجراء مقارنات بين الأدوية المحلّيّة والأجنبيّة.
وتابعت الأسعد، خلال حديثها لـ"الأنباط"، أنَّ الدراسات الدوائية "لـِما بعد التسويق"، تتمثَّل بجمعها معلومات عن الأدوية ومضاعفاتها ومدى استجابة المرضى لها، للمساهمة في بناء وتطوير"اليقظة الدوائيّة" وزيادة الوعي والإدراك حول مدى كفاءتها لمعالجة المجتمع المحلي.
وأكَّدت أنَّ الشركات المحليّة والجامعات مُشارك أساسي في إعداد الأبحاث الصيدلانيّة لإيجاد حلول مُعيَّنة واكتشاف أشكال صيدلانية جديدة للأدوية ذاتها، إذ إنَّ التعاون بينهم يكون بمثابة "رافد" ويوفِّر كوادر علميّة مؤهّلة للعمل في مجال الصناعة الدوائية لتحقيق فهم أكبر لحاجة الصناعة من مخرجات التعليم، ما يرفع من كفاءة الخريجين وتهيأتهم لسوق العمل.
وأضافت الأسعد أنَّ بعض الدراسات السريرية المُعقَّدة وطويلة المدى أو دراسات إثبات فعّالية دواء مُعيَّن لمرض لم يكن متواجد في السابق، أو دراسات قياس الكفاءة الحيوية لبعض الأدوية التي لا يمكن امتصاصها عن طريق الدم وذات تأثير موضعي، تتطلَّب تعاونًا بين الجامعات والشركات ومراكز الأبحاث المُعتمدة نظرًا لاحتياجها عدد كبير من المتطوعين و المرضى.
الأبحاث العلميّة ترفع كفاءة تدريب طلبة الطب
من جِهتها، أشارت نائب عميد كلية الطب في الجامعة الأردنية الدكتورة فداء ذكرالله إلى أنّ الأبحاث تُسهم في رفع كفاءة التدريب، إذ تُزوِّد الطلاب المتدربين بمعلومات حديثة ونوعية غير متوفِّرة في الكتب، وعلاوة على ذلك فإنَّ نتائج الأبحاث تتطلَّب الكثير من الوقت ليتم نشرها في الكتب، ما يجعل الطلبة سبَّاقين في المعرفة ومواكبين للمستجدَّات الطبيّة الحديثة.
وأضافت أنَّه يتم عادة تحديد مُعضلة مُعيَّنة كمشكلة بحثية ويتم البحث فيها علميًّا، ما يؤثِّر على الرعاية الصحيّة إيجابًا، مُضيفةً أنَّ المُمارسات الطبّيّة والعلاجية يُمكن أن تتغيَّر وفقًا لقوِّة نتائج الأبحاث وتوصياتها.
ويُذكر أنَّ "الأنباط"، تواصلت هاتفيًّا مع صندوق دعم البحث العلمي والابتكار لِمُدَّة لا تقل عن أسبوع إلَّا أنَّه لم يرد على الاستفسارات التي أرسلت إليه عبر تطبيق واتس اب بناءً على طلبه.