نبض البلد - حسين الجغبير
تأكيدات عديدة ظهرت على السطح حول طبيعة العلاقة الإسرائيلية الأميركية، التي يرى البعض أنها تمر في أسوأ مراحلها بين الرئيس دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وعنوانها قطع الاتصال من قبل ترامب.
بدأ وجه الاختلاف بينهما عندما أعلن ترامب أمام نتنياهو المدلل عن مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، بالتزامن مع مفاوضات مع حركة حماس التي تشنها قوات الاحتلال حرب إبادة منذ العام ٢٠٢٣ وما تزال.
في ضوء ذلك فاجأت الإدارة الأميركية دولة الاحتلال بالاتفاق مع الحوثيين في اليمن كطرفين استثنيت فيها دولة الاحتلال، مرورًا بزيارة مرتقبة لترامب للمنطقة إلى السعودية والإمارات وقطر، سبقها بعزمه الإعلان عن خبر جيد للشرق الأوسط كثرت التكهنات به، حيث من اعتقد أن له علاقة باعتماد تسمية الخليج العربي بدلًا من الفارسي، وآخرون ذهبوا بعيدًا بقولهم أن ترامب سيعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحسب مؤسسات إعلام دولية.
العاطفيون منا ذهبت أحلامهم إلى أن هناك انقلاب أميركي ضد إسرائيل، وأنها ستتركها وحيدة تصارع بالمنطقة، اعتمادًا على موقف ترامب، الذي أثبت حتى الآن أن لا موقف له، ولا رأي ثابت، وعليه لا يمكن أن نؤمن أنه سينحاز إلى القضايا العربية كأولوية على حساب المصلحة الإسرائيلية.
نعم العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في مراحل متردية، إلا أنها لن تصل إلى مرحلة أن تبتعد أميركا كليًا عن حليفتها الكبرى، خصوصًا وأن هناك لوبي صهيوني بالغ التأثير في أميركا وسيشكل علامة فارقة في مسار العلاقة بين الطرفين.
هناك استياء أميركي من الحكومة الإسرائيلية الحالية وهي الأكثر تطرفًا بتاريخ دولة الاحتلال، إلا أن هذا لا يعني أن هناك تراجعًا في الموقف الأميركي تجاه مصلحتها العليا مع الصهاينة.
المطلوب عربيًا، هو استغلال العلاقة المتراجعة بين الطرفين عبر الضغط من أجل إعطاء أولوية للقضايا العربية ووضع حد لحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، ولبنان، واحتلال أراضٍ في سورية.
زيارة ترامب إلى الرياض والدوحة وأبو ظبي هامة جدًا إذا ما أردنا تحقيق ما لا يمكن تحقيقه في وقت آخر، فهل يفعلها العرب؟