المكملات الغذائية... نعمة أم نقمة؟

نبض البلد -

 

الاعتماد الكامل على المكملات أو الإبر للتنحيف قد يؤدي إلى نتائج عكسية

بني مصطفى: المكملات الغذائية وإبر التنحيف مرخصة لكن لها آثار جانبية

ملحس: التوقف المفاجئ عن هذه المكملات قد يؤدي لظهور أعراض نفسية حادة

الأنباط - آية شرف الدين

أمسى رائجًا في مجتمعاتنا شراء المكملات الغذائية واللجوء لإبر التنحيف وعمليات قص المعدة وغيرها من البدائل عوضًا عن الاعتماد على النفس واتباع حميات غذائية صحية وممارسة الرياضة بالشكل الصحيح.

فمع التغيرات التي يشهدها عصرنا الحالي، أصبحنا نلجأ إلى الطريق الأسهل بالاعتماد على هذه المكملات أو الأدوية أو العمليات، والتي قد تدفعنا لمخاطر صحية نحن في غنى عنها، لذلك يؤكد خبراء أن هذه المكملات أو الإبر لها فوائد إيجابية وسلبية في آن واحد، مشددين على ضرورة أن يكون أخذها تحت إشراف طبي.

"الأنباط" وخلال برنامج سكرول ناقشت الموضوع مع مختصين، ليؤكدوا أن الأفضل للإنسان اتباع نظام صحي متكامل يشمل برنامجًا غذائيًا متوازنًا ونشاطًا بدنيًا منتظمًا، لافتين إلى أن المكملات الغذائية أو الإبر قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة في حال استخدامها بدون إشراف طبي.

وتتكون المكملات الغذائية من منتجات تحتوي على مكونات مثل الفيتامينات، المعادن، الألياف، الأعشاب أو مواد نباتية، وقد تكون طبيعية أو مصنعة، أما بالنسبة لإبر التنحيف فهي تحتوي على مواد كيميائية مشابهة لهرمونات يفرزها الجسم مثل GLP-1 وتعمل على تقليل الشهية وتحفيز فقدان الوزن، بحسب أخصائية التغذية المهندسة سبل بني مصطفى.

وتحدثت بني مصطفى، خلال مشاركتها في برنامج سكرول عبر شاشة الأنباط، حول سلامة هذه المنتجات، لافتة إلى أن بعض هذه المكملات والإبر مرخصة من جهات طبية عالمية مثل إدارة الغذاء والدواء FDA وتباع في الأسواق بشكل قانوني ولكن يجب استخدامها فقط تحت إشراف طبيب مختص خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة التي قد تهدد حياتهم.

وبينت بني مصطفى أن هذه المكملات الغذائية وإبر التنحيف وعلى الرغم من ترخيصها إلا أن لها بعض الآثار الجانبية ومنها التقلبات المزاجية واضطرابات النوم، لافتة إلى أعراض أخرى مثل الإمساك، الغثيان، والقيء، مؤكدة أن سوء الاستخدام أو الاعتماد عليها دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

وشددت على ضرورة الحصول على هذه المنتجات من مصادر موثوقة، محذرة من شراء المكملات أو الحقن من الإعلانات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تكون غير مرخصة أو غير خاضعة للرقابة، ما يزيد من احتمالية حدوث أضرار صحية.

وأشارت بني مصطفى إلى أهمية اتباع نظام صحي متكامل يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا ونشاطًا بدنيًا منتظمًا، مشيرة إلى أن الاعتماد الكامل على المكملات أو الإبر للتنحيف غير كاف وقد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.

من جانبها، أوضحت أخصائية علم النفس سارة ملحس أن آثار هذه المنتجات لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ وتحديدًا على هرمونات الجوع والمكافأة، ما ينعكس تلقائيًا على التفكير والسلوك، مبينة أن بعض الدراسات أثبتت أن هذه الإبر قد تؤثر على مستويات القلق والاكتئاب سواء بشكل إيجابي أو سلبي وذلك بحسب طريقة استخدامها وظروف الفرد النفسية.

وعندما تساعد هذه الإبر أو المكملات في الوصول إلى الوزن المطلوب فإن ذلك قد يعزز الشعور بالإنجاز ويقوي الثقة بالنفس ويزيد من تقدير الذات، بحسب ملحس، التي أشارت إلى ضرورة الحذر من أن الفشل في الوصول إلى الهدف قد يؤدي إلى الإحباط واليأس وانخفاض تقدير الذات.

وبينت أن من أهم النقاط التي يجب الحذر منها هي خطر الاعتمادية النفسية حيث يبدأ بعض الأفراد بالاعتماد التام على هذه المواد لفقدان الوزن ويفقدون الثقة بقدرتهم على التحكم في وزنهم دونها وهذا النمط من السلوك قد يتحول إلى ما يشبه "الإدمان النفسي” إذ يتجه الفرد تلقائيًا إلى المكملات والإبر بدلًا من تبني نمط حياة صحي ومتوازن.

وأوضحت ملحس أنه في حال التوقف المفاجئ عن استخدام هذه المواد قد تظهر أعراض نفسية حادة مثل نوبات الهلع، القلق الشديد، انخفاض المزاج، أو حتى نوبات من الاكتئاب ويعود ذلك إما لتغيرات كيميائية في الدماغ أو لعودة الوزن الزائد ما يسبب إحباطًا وخسارة الشعور بالسيطرة.

وأشارت إلى أن من يعانون من اضطرابات الأكل قد يتجهون إلى استخدام هذه المواد بدلًا من العلاج النفسي، ما يؤدي إلى تفاقم حالتهم عند التوقف المفاجئ، وقد تظهر أنماط مثل الأكل القهري أو التخلص غير الصحي من الطعام وهو ما يزيد من خطورة الوضع النفسي.

وأكدت ملحس ضرورة التوجه إلى مختص نفسي لتقييم الحالة وتحديد خطة علاجية مناسبة تتضمن التثقيف النفسي حول الجسم ووظائفه والعلاج النفسي السلوكي أو الجماعي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج بالقبول والالتزام (ACT)، مشيرة إلى أهمية بناء علاقة صحية مع الطعام وتفهم الضغوط النفسية بدلًا من اللجوء إلى حلول سريعة.

ويوجد حالات تستدعي أعراضها النفسية الشديدة مثل الاكتئاب أو القلق تدخلًا دوائيًا بإشراف طبيب نفسي إلى جانب الاستمرار في العلاج النفسي السلوكي، بحسب ملحس.

كما أشارت إلى أن الإدمان الناتج عن هذه المواد نفسي وليس كيميائي ويعود إلى شعور الفرد بالعجز عن فقدان الوزن بدونها، لذا شددت على ضرورة الوعي بالآثار الجانبية والمخاطر النفسية خصوصًا لدى من لديهم تاريخ نفسي أو عائلي مع الاضطرابات النفسية.