نبض البلد - بدأت فعاليات المؤتمر العلمي والوطني لدعم فاقدي السند الأسري الذي نظمته جمعية سمو للثقافة والفنون بالتعاون مع جامعة عمان العربية مساء أمس السبت، بمركز الحسين الثقافي في عمان.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على قضايا فاقدي السند الأسري والعمل على دعمهم إنسانيا واجتماعيا انسجاما مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الرامية إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين الفئات الأقل حظا.
وقال مساعد الأمين العام لشؤون الحماية والرعاية ناصر الشريدة مندوبا عن وزيرة التنمية وفاء بني مصطفى، إن الوزارة تسعى الى تحقيق رسالتها ورؤيتها بمنهج تشاركي في تحسين نوعية حياة الفرد والأسرة من فاقدي السند الأسري والأيتام من خلال برنامج الرعاية اللاحقة لخريجي دور الرعاية.
وأضاف إن الوزارة تقدم خدمات الرعاية لمن تجاوزوا 18 عاما عبر برامج تعليمية ومهنية وإرشادية، مشيرا إلى التعاون مع مؤسسة الأميرة تغريد وجمعية صندوق الأمان لتأمين التعليم والتدريب وفرص العمل والسكن، إضافة إلى مساعدات مالية لتأثيث بيت الزوجية ودعم المشاريع الإنتاجية.
وأكد الشريدة أن الوزارة أطلقت منصة إلكترونية لتوثيق بيانات المنتفعين بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي ضمن جهود تعزيز الرعاية وفقا لاستراتيجية الأيتام التي أطلقها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، استنادا إلى قانون التنمية الاجتماعية لعام 2024.
من جهته، قال رئيس الجمعية الدكتور فلاح العموش، إن رؤية الجمعية هي تقديم كل ما هو موسوم بالقيمة والسعي لإحداث أثر في كل فعل، حيث جاء هذا الحدث العلمي والوطني لدعم فاقدي السند الأسري وتقديم ما يمكن لمساندتهم وتسليط الضوء على تحدياتهم وتطلعاتهم.
وأعرب عن شكره لوزارة الثقافة، ووزارة الداخلية والمجلس الوطني لشؤون الأسرة ومؤسسة الأميرة تغريد وصندوق الأمان وقرى الأطفال ومؤسسة الملك حسين للبحوث والقيادة العامة للقوات المسلحة إلى جانب الجهات الأمنية والإعلامية الداعمة.
بدوره، أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد الوديان، أهمية تعزيز المسؤولية المجتمعية والانفتاح على مؤسسات المجتمع المحلي، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي انسجاما مع الجهود الوطنية لدعم فاقدي السند الأسري باعتبارها فئة أكثر عرضة للمخاطر الاجتماعية.
وأشاد بجهود وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني في تمكين العاملين في هذا المجال ورفع كفاءاتهم لتقديم رعاية أفضل، مثمنا دور جمعية سمو للثقافة والفنون في تنظيم المؤتمر.
ودعا المشاركون إلى تقديم توصيات عملية تسهم في تطوير برامج وطنية وإقليمية داعمة لهذه الفئة، معربين عن أملهم أن تترجم بحوث المؤتمر إلى مبادرات واقعية تسهم في حماية حقوق فاقدي السند وتعزيز دورهم المجتمعي.
وشهدت الفعالية التي أعد لها على مدار عامين، عرض فيلم وثائقي وتجارب من عدد من الدول تناولت واقع فاقدي السند الأسري، بالإضافة إلى عرض تقرير حول آراء قادة الرأي في هذا الشأن.
كما تم تقديم أوبريت عربي خاص بهذه الفئة، من كلمات الشاعر بديع رباح وألحان الفنان أشرف مكاوي بمشاركة نخبة من الفنانين الأردنيين والعرب بمرافقة أوركسترا القوات المسلحة الأردنية بقيادة عوني حداد، وفرقة كورال شباب حالمين ومبدعين بقيادة الدكتور طارق عودة.
وافتتح على هامش المؤتمر معرض الفن التشكيلي "كن إنسانا" بمشاركة 40 فنانا تشكيليا منهم عراقيان يمثلون مدارس الفن التجريدي والتعبيري والواقعية والرمزية قدموا اكثر من 50 لوحة فنية مختلفة الأحجام دعمت القيم الإنسانية وقضايا فاقدي السند بحسب منسقة المعرض إيلاف النجار.
وأكدت التشكيلية هالة المصري، أن المعرض يعكس قيم التضامن الإنساني، فيما عبرت الطفلة مريم الرواشدة عن فرحتها بمشاركة لوحتها التي جسدت مدينة القدس.
وجال المشاركون والضيوف العرب في أروقة المعرض بحضور الفنان عبد الكريم القواسمي والفنانة قمر الصفدي وعدد كبير من الجمهور الذي دعم وعزز من قيمة الفعاليات.
وأوضح المشاركون أهمية الخروج بتوصيات تسهم في تعزيز الدعم الإنساني والمعنوي لفاقدي السند الأسري وتحقيق العدالة الإنسانية تحت ظل القيادة الهاشمية.
وتتواصل فعاليات المؤتمر اليوم، بجلسات علمية تعقد في جامعة عمان العربية، بمشاركة خبراء من المغرب وتونس والعراق ومصر وفلسطين وسلطنة عمان إلى جانب الأردن، فيما تختتم أعماله الثلاثاء المقبل بجولة ترويجية للضيوف تشمل قصر الحرانة ومحمية الأزرق والعاصمة عمان.