نبض البلد -
د.حازم قشوع
على الرغم من هالة الحرب التى تقف عليها تل أبيب بتهويلها الأمر فى رفح وتهديدها اسرلة غزة والقدس والضفة إلا أن المسار التفاوضي لطريق التسوية يتكلم بلغة اخرى نطق بحال لسانها الدولة السعودية التى راحت تبين للوزير بلنكن أثناء زيارته للمنطقة أن لا علاقات طبيعية بين إسرائيل والسعودية من دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية من باب البند السابع في الأمم المتحدة وهي الأرضية التى توافق حولها الطرفين لإنهاء الأزمة بعد انتهاء مسرح العمليات فى غزة.
ولم تكتفى السعودية فى بيان ذلك بل راحت تتحدث عن اتفاقية أخرى متممة لاتفاق التسوية تتحدث فيه عن إبرام اتفاقية بينها وبين باكستان لتطوير المفاعل النووي السعودي لتمكين القوة الاستراتيجية لها الرغم من امتلاكها لـ s 400 الروسيه بهدف تعزيز دورها في تشكيل التوازن الاستراتيجي للمنطقة القائم بينها وبين إيران التي لم تمانع على امتلاك السعودية لهذه القوه النوويه كما راحت تركيا والهند وروسيا تبارك هذه الخطوة كونها خطوة فى الاتجاه الذى يرفع عن الرياض ضغوط التطبيع وهى الاشتراطات التى كانت قد اتفقت عليها امريكا والسعوديه لبناء علاقات طبيعية بين إسرائيل ومحيطها العربي.
ولعل الجملة السياسيه هذه التي تأتي في خضم المفاوضات التي تدور أرجاءها لإنهاء حرب غزة من على قاعدة هدنة تفضى لتسوية تشكل نهاية المشهد الذى يتم التوافق حوله ليكون من باب هدنة مع وجود لعمليات خاصة ومحدودة جدا فى رفح على أن تبتعد فيها الاطرف عن ميادين التغول وتتوقف فيها الأطراف المتداخلة والمشتبكه عن لغة التصعيد وعن اسلوب الترويع وعن ترسيم هالة التهجير والتقتيل لأن حرب عزة ستكون نهاية عناوينها (خاسر - خاسر).
الأمر الذى يستلزم سرعة فتح باب للتسوية وطي هذه الصفحة المشينة من التاريخ الإنساني لأنها كانت معيبة بحق النظام الدولي عندما تجاوز القانون الدولى الذى من المفترض أنه جاء لينظم العلاقة بين الدول باحترامه لمرجعيات الأممية وعدم تجاوزه للقانون الدولي بحالة انحياز دول المركز لغطرسة تل ابيب ومهاترات قادتها فإن حرب غزة شكلت نقطة سوداء بالتاريخ الإنساني يجب التوقف عندها وعدم العودة إليها.
هذه الاستخلاصات التحليلية التى تعطى جملة بيان وافية تؤكد بمضمونها بأن هنالك تحضيرات يتم إجراؤها والتحضير لها عبر أراضيه عمل يراد إخراجها ضمن تسوية شاملة يراعى فيها إنهاء مسرح العمليات فى جيوب قوى التحالف والتوقف عن استخدام القوة لحل المشكلات بين أطراف قوى الاعتدال والسماح بوصول الجميع الى نظام توازن جديد يشارك الجميع فى صياغته والالتزام بعدم تجاوزه.
وهى التحضيرات التي تسبق وصول الجميع الى مؤتمر للتسوية يكون برعاية أمريكية وأممية بهيئتها الدولية التي تقف على رأسها الأمم المتحدة ومؤسساتها احتراما لها بعدما تم ضربها بالخنجر الإسرائيلي فى حرب غزة وتم التمادي على غوتيريس وعلى صفته الاعتبارية وهو المؤتمر الذي ينتظر أن يشكل نهاية المشهد عن القضية المركزية للمنطقة بفتح حالة توافقية جديدة تنهى مسرح العمليات بعدما تم تقليم آلة الحرب الاسرائيلية وقوى المقاومة معها حتى وفتح باب التوافق من جديد لتدخل إليه القوى المتشابكة والأطراف المتداخلة بسقوف يمكن التفاهم حولها الأهداف يمكن هضمها ضمن صياغات التسوية وفق معادلة تقوم على دولة وهالة حرب.
بهذا تكون السعودية قد حصلت على ليلاها التي تمثلها القوة النووية كما حصلت مصر على ليلاها بدخول الأموال إليها لضمان ديمومة اقتصادها كما حصلت إسرائيل على ليلاها التي تمثلها العلاقات التطبيعية مع الدول العربية كما فلسطين على الدولة التى تريدها وأما الاردن فلقد اثبت للعالم اجمع ان القوة تكمن بالارادة وان الامان ياتى بالاحترام وان علاقات الدول تبنى وفق مصالح لكن ليست على حساب القيم الإنسانية التي تشكل الحاضنة المبدئية بمنطقة مهد الحضارات و برسالته السماوية التي يشكل عنوانها حاضره القدس الذي من الواجب على الجميع التأكيد على مرجعيته ووصايته الهاشمية برمزية دلالة وعنوان سيادة لان الاردن بهذه المشهد جعل من نفسه يكون الأداة التى نسجت كل الخيوط من السلم الإقليمي والسلام الدولي وهو يستحق أن يحمل صفة السيادة على المرجعية المقدسيه من منطلق وصاية بالشكل والمضمون لتكون نهاية المشهد دولة بهالة حرب ورمزيه وصاية.