العيد الملكي الثاني والستين : إنجاز تلو إنجاز

نبض البلد -

بقلم : أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل

منذُ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية وضع الأردن وكافة الأردنيين في فؤاده ووجدانه وتفكيره، وكان الوطن والمواطن محطا اهتمامه .
وعبر الخمس والعشرين عاماً شهد الأردن نهضة شاملة طالت كل مناحي حياة الأردنيين السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية والتعليمية والتربوية والجامعية والأكاديمية والعسكرية واللوجستية والصحية والتنموية والزراعية والصناعية والتجارية والاستثمارية والفنية والرياضية والسياحية وغيرها.
فعلى صعيد إنجازات جلالته في يوبيله الفضي ، نذكر مسيرة التنمية السياسية والبرلمانية والتعديلات الدستورية والإصلاحات السياسية ومضامين رسالة عمان والأوراق النقاشية ولجنة الحوار الوطني ولجنة التحديث السياسي وما تمخض عنها من قوانيين ناظمة للحياة السياسية كقانون الانتخاب والأحزاب السياسية وتمكين المرأة والإدارة المحلية والمجالس المحلية (اللامركزية) .
وأمّا الدور الملكي في الحاضرة الاقتصادية، فانصب الاهتمام بتوفير الفرص الاستثمارية وتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة،وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين الأردنيين والعرب والأجانب ضمن تحديثات على تشريعات قانونية جديدة ، وتوفير فرص العمل للمواطنين الأردنيين عبر تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص،والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي والدينار الأردني أمام العملات الأجنبية الأخرى في كل ظروف المنطقة والإقليم المختلفة،والزيادة في حجم الصادرات المحلية بالاهتمام بالقطاعات الحيوية: الصناعية والتجارية والزراعية والدوائية والفوسفات وغيرها.
وأمّا في المجال الثقافي والديني والعلمي والتعليمي والتربوي والجامعي والأكاديمي ؛فإن الإنجازات لا يمكن حصرها ،بل نذكر منها :إنشاءالمراكز الثقافية في المحافظات ، وإقامة المؤتمرات والندوات والمهرجانات الثقافية في كل أشهر السنة الواحدة ورعاية المثقفين وجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية، ونشر ثقافة الإبداع والابتكار والفنون والتأليف ، وأما المجال الديني فرعاية جلالة الملك للمساجد و دور العبادة كبيرة ، لا سيما المسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس ، وكذلك زيادة الاهتمام بالتراث الديني الإسلامي والمسيحي ، إضافةً لزيادة عدد الجامعات الرسمية والأهلية والخاصة والمدارس الحكومية والخاصة والأهلية ودور الحضانة ورعاية الطفولة وغيرها، وتحديث المناهج والكتب المدرسية، وتوفير المعلمين والمعلمات من ذوي الكفاءات والدرجات العلمية المختلفة،وإنشاء الملاعب الرياضية وفق ضوابط ومعايير ومواصفات دولية، والعناية الكبير بالشباب الرياضي وشاباته وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لهم.
وعلى أصعدة الصحة والسلامة العامة والرعاية الصحية الأولية والشاملة ، فإنّ المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الحكومية تملأ جميع محافظات المملكة ضمن كوادر طبية مؤهلة وتمريضية وصيدلانية قادرة على خدمة المجتمع بأكمله ، وشهدنا اهتمام جلالته يوم أن حلت جائحة كورونا بتوفير اللقاحات اللازمة لجميع الفئات العمرية وإنشاء مستشفيات جديدة لها؛حفاظاً منه على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين بالمملكة.
وفي المجالات الصناعية والتجارية والتموينية والزراعية والبيئية ،شهد الوطن اهتمامات ملكية بتحديث أنماط زراعية جديدة ضمن ما توفره التكنولوجيا للزراعات الحديثة لمزروعات تقليدية وزراعات نادرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والاهتمام بالمزارعين المحليين ودعمهم وتعويضهم عند حدوث موجات البرد والصقيع أو أية كارثة طبيعية عبر صناديق تموينية اقتراضية اقراضية وتوفير أسواق جديدة للبيع المحلي والتصدير الخارجي ، وهذا ما ينسحب على القطاعات الصناعية والتجارية والتموينية؛ناهيك على أننا نفخر بإنشاء مركز وطني للأمن الغذائي وغيره من مراكز حيوية تصب في هذه القطاعات الحيوية.
وأما عن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، درع الوطن وحامية سياجه ، لقيت كل الدعم اللوجيستي والمساندة الملكية من تحديث وتطوير منظومة متكاملة لها ،ضمن موازنات استراتيجية دقيقة .
وأما على الصعيد الخارجي : العربي والإسلامي والدولي والعالمي ، فقد تشكلت علاقاتنا "الأردنية العربية والإسلامية على أساس أن الأردن جزء لا يتجزأ من أُمته العربية والإسلامية ، وهذا ما كان جلالة الملك يشدد عليه طيلة سنوات تسلمه سلطاته الدستورية ،وعدّ جلالته أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأردن والدفاع عن حقها التاريخي والقانوني والسياسي والإنساني والجغرافي والديمغرافي ، وتحدّث عن حقوق الإنسان الفلسطيني بالحرية والعدالة والحياة الكريمة، وتحقيق السلام والاستقرار ضمن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولا يخالني الشك في أن جلالته في كل خطاباته الداخلية والخارجية يشدد على هذا الحق الطبيعي من جهة ، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس دون تغيير على واقعها القانوني والتاريخي.
وكان لجلالته الأدوار الكبرى في اقتراح الحلول العملية لقضايا الأمة العربية والإسلامية،خصوصاً الدول العربية غير المستقرة ،من دول الجوار أو دول المنطقة العربية عبر مؤتمرات القمم العربية والإسلامية والدولية وغيرها من جهة أخرى .
كذلك مناشداته العلمية والمستقبلية لقضايا المناخ وتغيراته وآثاره الجانبية السلبية ، وتحقيق منظمومة الأمن الغذائي والتنمية المستدامة التي تنعكس إيجاباً على دول عربية وإسلامية لتفادي أخطار معيشية في الدول النامية والفقيرة .
وعبر لقاءاته الرسمية العربية والإسلامية والدولية والعالمية عن قلقه إزاء استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية التي عصفت بالدول في أوقات عديدة .
سنوات اليوبيل الفضي هي محطة نهضوية شاملة تعزُّ على قلوبنا وأفئدتنا وعقولنا ، وسنظل نفتخر بها ونعتز ونحن على طريق التقدم والازدهار والتنمية الشاملة ضمن مشروع الدولة الأردنية في مئويتها الثانية .
حمى الله الوطن والملك والشعب .