"عبيدات": الأردن بكل مفاصله ومكوناته وقف بفخر وعزة مع فلسطين، حدًّا سال معه الدم الأردني على ثراها

نبض البلد -
خلال ندوة حوارية بعنوان "فلسطين بوصلة الهاشميين والأردنيين وتاجها القدس الشريف"

"عبيدات": الأردن بكل مفاصله ومكوناته وقف بفخر وعزة مع فلسطين، حدًّا سال معه الدم الأردني على ثراها



قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات إن الأردن، منذ نشأته، وقف وقفة عز وإجلال في مواجهة الاحتلال، لافتًا إلى مواقف الملك المؤسس المدافعة عن ثرى فلسطين، وإلى إيعازه لجيشه بكون القدس وبقية مدن فلسطين خطًّا أحمر، ما قاد لأن يمنع الجيش الأردني الباسل المعتدين من دخول القدس، ويسطر أبطاله قصص البطولة والفداء، في اللطرون وباب الواد والحي اليهودي في القدس الشرقية.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها منتدى جبل عوف للثقافة اليوم بعنوان "فلسطين بوصلة الهاشميين والأردنيين وتاجها القدس الشريف"، شارك فيها نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني واللواء المتقاعد عبد الله الحسنات والدكتورة ناديا قزمار.

وأضاف عبيدات أن الجندي الأردني تميّز في دفاعه عن أرض فلسطين، مسجلًا البطولة تلو الأخرى، وكذا المواطن الأردنيّ الذي ظل متعلقًا بأرض فلسطين وأهلها، وبقيت في وجدانه تمامًا كما عمّان والسلط وإربد والكرك وعجلون ومعان، مؤكدًا أنّ وحدة الضفتين، بعيدًا عن القرارات السياسية، حقيقةٌ فرضتها طبيعة العلاقة الوجدانية بين غرب النهر وشرقه.

وأكد عبيدات أن الهاشميين دافعوا في كل المحافل الدولية عن فلسطين وأهلها دون كلل أو ملل؛ إذ حمل جلالة الملك الحسين، رحمه الله، ومن بعده جلالة الملك عبد الله، الهم الفلسطيني في كل المحافل الدولية، كما استقبل الأردنيون إخوتهم من فلسطين، متقاسمين معهم لقمة العيش، ولم يبخل البلد في سن القوانين الناظمة لعيشهم، ليتشكّل بذلك نسيج نتشارك فيه هويتنا الأردنية التي نفاخر بها الدنيا، ولا ينسى فيه الأردنيّ فلسطين الحبيبة، بينما يقبض أبناء الكرك وإربد والقدس ونابلس وحيفا على تراب فلسطين، دون نسيان أو تفريط في أرضها المحتلة.

أما فيما يتعلق بالأحداث الجارية في غزة، فقال عبيدات إن الأردن بكل مفاصله ومكوناته وقف بفخر وعزة، منذ اليوم الأول، مع أبنائها، كما تماهى المواطن في موقفه مع موقف جيشنا الباسل ومؤسساته الأمنية والقيادة الهاشمية في الذود عن الحقوق الفلسطينيّة.

وعلى المستوى السياسي، لفت عبيدات إلى أن الأردن اتّخذ وقفة عز وتميز؛ حيث أعلن جلالة الملك موقفه الواضح في رفض الاعتداء الصارخ على غزة، ورفض التجويع والقتل والتدمير، الموقف الذي شاركه فيه سمو ولي العهد، بتميز عن كل من سواه، حين حلّ على متن طائرة المساعدات الأردنية، وكذا جلالة الملكة رانيا، التي قالت كلمات مدوية خاطبت فيها عقل دول العالم، مؤكدةً حق الفلسطينيين في نيل مطالبهم.

وأشار عبيدات إلى المواقف التي تبنتها الحكومة تعبيرًا عن وقوف الأردن ضد القتل والحقد والدمار، منها ما جرى على لسان دولة رئيس الوزراء، الذي عبر عن رفض الأردن الكيل بمكيالين، وقتل المدنيين والأبرياء، الأمر ذاته الذي ينطبق على وزير الخارجية، الذي عبر في أكثر من موقع عن موقف الأردن الداعم للحق الفلسطيني.

وتطرّق عبيدات إلى موقف القوات المسلحة الأردنية، الذي أكد تميز الأردن عن الآخرين، حيث تماهت مع الأوامر الملكية بضرورة فتح مستشفيات ميدانية في غزة والضفة الغربية، حدًّا سال معه الدم الأردني على ثرى غزة.

وأوضح عبيدات أن المؤسسات الاكاديمية فتحت ذراعيها للندوات والمحاضرات، وسمحت لطلبة قطاع غزة بتأجيل دفع الرسوم، كما سبق أن أعلن مستشفى الجامعة الأردنية أنّه جاهز ولن يتأخر عن علاج الجرحى من أبناء القطاع.

وشدد عبيدات  في مداخلته على ضرورة تصدي الجامعات لهذا العدوان، عبر تسليح الطلبة بالعلم والمعرفة والقدرة على الريادة والابتكار، وإكسابهم المهارات المطلوبة في زمن الحرب، لينهضوا بالأوطان ويذودوا عنها بالعلم والتحضر.

إلى ذلك، تطرق العناني إلى الجوانب القانونية في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، واستهدافه للمرافق العلمية والجامعات، باعتبار ذلك خرقا فاضحا للقانون الدولي والإنساني الذي يجرم المساس بالحقوق المدنية.
 
وقال إن العدوان الاسرائيلي يهدف إلى تدمير البنى التحتية بحيث تصبح غزة مكانًا لا يصلح للعيش، وتنفيذ مخططات عالمية تستهدف أمن المنطقة العربية برمتها، مؤكدًا أن العدو الصهيوني يشن حربا إعلامية على الأردن يستهدف فيها نسيجه المجتمعي ومِنعته الداخلية، نتيجة مواقف الأردن وجلالة الملك من القضية الفلسطينية والجهود الدبلوماسية العالمية التي يبذلها.

ودعا العناني إلى ضرورة تحليل وفهم ما يُتداول من معلومات؛ إذ إن الموقف الأردني ثابت، ومن هنا تأتي ضرورة أن ندرك أننا أمام عدو له نفوذ سياسي ودبلوماسي واسع عالميًّا، ويتقصّد استهداف منعة جيرانه لأنه ينظر إليهم بوصفهم اعداء، لافتًا إلى أن القوى الدولية تنظر للمنطقة العربية وما تتميز به من موارد وموقع جغرافي باعتبارها عاملًا مهمًّا لإخراج النظام الاقتصادي العالمي من أزمته، وهي تستهدفها من هذا المنطلق.

بدوره، قدّم الحسنات تحليلا عسكريا مفصلا لمجريات الحرب في قطاع غزة، وطبيعة قدرات جيش العدو الإسرائيلي وسلاح المقاومة، إضافة إلى حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية في القطاع، وطبيعة الاقتتال على الأرض في غزة، وسبل تعامل العدو مع الأنفاق، مشيرًا إلى الانتهاكات الإسرائيلية للمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، واستخدام القوة المفرطة تجاه المدنيين والأبرياء.
 
وقدم الحسنات إيجازا حول استهداف الأردن من المنطقة الشرقية والشمالية بالمخدرات، موضّحًا أنّه يتعامل مع 60 عصابة لتهريب المخدرات من الجانب السوري، داعيًا في هذا الصدد إلى وضع استراتيجية وطنية علمية قابلة للتطبيق للتصدي إلى هذه الآفة، للذود عن أمن الأردن واقتصاده ومجتمعه.

من جانبها، قالت قزمار إن تماهي الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي من شأنه أن يزيد من منعة الأردن وتماسك جبهته، ويدفع لمزيد من التقدم في مواجهاته الدبلوماسية والإعلامية مع الكيان المحتل.

وحذرت قزمار من تنامي الشائعات المغرضة الرامية إلى فت عضد الصف الأردني وزرع الشك والريبة فيه، عبر عمل ممنهج يمارسه الكيان الصهيوني من خلال أذرعه الإعلامية وذبابه الإلكتروني، الأمر الذي ولدته قوة الجهود الدبلوماسية الأردنية ووقوفها التاريخي والمستمر في وجه الكيان الغاصب.

وطرحت قزمار عدة تساؤلات حول الحرب على غزة، من استهداف حقول الغاز، وخيرات المنطقة، والأسباب الكامنة وراء العدوان الذي اتخذ هذه الطريقة البشعة، داعيةً إلى ضرورة مد يد العون والمساعدة شعبيا للأهل في غزة، سيما وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك.

من جانبه، قال رئيس منتدى جبل عوف للثقافة معاذ غرايبة إن المنتدى يهدف، من تنظيم هذه اللقاءات، إلى دعم الموقف الرسمي الأردني وتعزيز المنعة الداخلية، مؤكدًا أهمية تماسك الجبهة الداخلية، عبر بذل الجهود المجتمعية على كافة المستويات، ودعم الأهل في فلسطين، قائلا إن منعة الأردن الداخلية منعة لفلسطين كذلك.

ودعا غرايبة إلى ضرورة تعزيز وتمكين الرواية الفلسطينية، ومكافحة الرواية الإسرائيلية عبر تسخير كل الإمكانات لذلك، بما يشمل وسائل التواصل الاجتماعي، لإظهار حجم العدوان وإمعانه في القتل والتنكيل بالأبرياء والمدنيين العزل، واستهدافه للمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس.