مازالت قضية المشعوذ "مدعي النبوة" اللبناني نشأت عبد النور الذي يطلق على نفسه اسم "الحكيم نشأت منذر"، تثير الجدل في لبنان، وذلك بعد تقديم دار الفتوى في الجمهورية اللبناينة دعوى قضائية إلى النيابة العامة التمييزية تطالب بمعاقبة منذر.
وظهر "مدعي النبوة" في مقطع فيديو، حاملا عصا، وراسماً أشكالا غير مفهومة على جبينه، زاعماً إنه "مرسل من السماء".
وانشغل رواد التواصل الاجتماعي بالتعليقات الرافضة لوجود مثل هذا الشخص المسيء في لبنان، مطالبين بمحاكمته سريعا.
من هو منذر؟
تضاربت المعلومات حول هوية منذر، فمنهم من قال إنه لبناني الجنسية ومنهم من نفى دون تحديد جنسيته.
ويطلق هذا المشعوذ على نفسه اسم "الحكيم نشأت منذر".
وكشف رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن "مدعي النبوة" كان يعمل طبالاً في أحد الكازينوهات في لبنان، وتداولوا صورة قديمة له ظهر خلالها ضمن أعضاء فرقة موسيقية ممسكاً بآلة الطبلة بين يديه.
وكان مدعي النبوة منذر أعلن على فيسبوك أنه "ممنوع دخول المصريين إلى المجموعة التي أنشأها على صفحته"، مدّعيا أنه يتلقى رسائل من السماء وعليه تعليمها للناس كما الأنبياء.
ومساء الخميس، تقدم أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي بناء على توجيهات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بإخبار للنيابة العامة التمييزية ضد المدعو نشأت منذر الذي "يدعي أنه رسول مرسل من السماء وصاحب رسالة سماوية"، وطلب من النيابة العامة التمييزية اتخاذ الإجراء القانوني اللازم بحقه وبحق وكل من يظهره التحقيق مشاركاً معه، سنداً لأحكام المادتين 317 و474 من قانون العقوبات.
وينص منطوق المادة 317 المعدلة على أن "كل عمل وكل كتابة وكل خطاب يقصد منها أو ينتج عنها إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة يعاقب عليه بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات".
كما تنص المادة 474 على أن "من أقدم بإحدى الطرق المنصوص عليها.. على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الإزدراء بإحدى تلك الشعائر عوقب بالحبس من ستة أشهر الى ثلاث سنوات".
التوقيف خلال ساعات
ونقل موقع سكاي نيوز عربية عن المحامي اللبناني محمد زياد جعفيل، قوله إنه سيتم توقيف "مدعي النبوة" خلال الساعات القادمة من قبل النيابة العامة التمييزية.
وقال جعفيل إنه سبق وأن تقدم بدعوى قبل أيام لدى النيابة العامة التمييزية بحق "مدعي النبوة منذر"، وبحق "كارمن شماس"، التي تولت دعمه وتشجيعه وتحريضه والترويج لأفكاره عبر صفحاتها.
وأوضح أن "لبنان دولة مدنية تقف عند حرية المعتقد واحترام الأديان وما أقدم عليه "مدعي النبوة" يشكل مصدر فتنة بين اللبنانين أنفسهم وبين لبنان والعالم.
وأشار المحامي جعفيل إلى أن مواد قانون العقوبات في لبنان "كافية ورادعة إذا طبقت".
انحدار اجتماعي
وقال المتخصص بالشؤون الإسلامية والدعوة الشيخ بهاء الدين سلام": "لا يمكن أن نفصل هذه الظاهرة عن الفراغ الذي تعاني منه الساحة الدعوية والثقافية والذي نعاني منه في لبنان والعالم العربي عموماً، وبروز حالة التراجع الفكري والانحدار الاجتماعي الذي نشتكي منه في لبنان طبعاً، وظهور هكذا أشخاص على الساحة يعني أن البلد أصبح بلا رقيب أو حسيب وصار ساحة لمن أراد ليفعل أو يقول ما يريد".
وأضاف: "صحيح أنه تم رفع دعوى قضائية لدى النيابة العامة للتحرك لمواجهة هذا المدعي، ولكن الأمر برمته يطرح سؤالا كبيراً عمن يضبط حال الانفلات الإعلامي والثقافي والديني التي نعاني منها في لبنان، ولماذا لا تتم مراقبة وسائل الإعلام التي تقدم لنا هذا الفساد؟".
وختم بالقول: "المطلوب أن يكون هناك حملة توعية وتوجيه حتى لا يقع الجيل الجديد فريسة للشعوذة ولهؤلاء الكاذبين، وأن يكون هناك قانون واضح يمنع ظهور المشعوذين وأمثالهم على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والمطلوب أيضاً أن يقوم كل مسؤول بدوره وبالمهمات الملقاة على عاتقه حتى لا يزيد الفساد فساداً وإفسادا".
( المصدر : البيان )