ألزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخرف في العالم، بنسبة تتراوح بين 50 و75% من إجمالي الحالات وفقاً للخبراء، وإلى الآن فإن ما يُنصح به للتعامل مع هذا المرض -مع غياب دواء فعال- هو اتباع نمط صحي يؤخر تطوره.
وتوصلت دراسة أسترالية حديثة إلى أن شرب القهوة يساعد في إبطاء التدهور المعرفي، ويقلص تراكم رواسب الأميلويد في الدماغ، التي تعدّ من أسباب الإصابة بمرض ألزهايمر.
وتؤكد الدكتورة المؤلفة الرئيسة للدراسة سامانثا غاردنر أنه إذا أظهرت الأبحاث الإضافية الارتباط بين القهوة وإبطاء التدهور المعرفي، فيمكن التوصية في المستقبل بتناول القهوة كنمط حياة يهدف إلى تأخير ظهور ألزهايمر.
وشملت عينة الدراسة 227 فرداً تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر، ولم يكن لديهم تدهور معرفي في بداية الدراسة. واستخدم الفريق استبياناً لجمع المعلومات عن كمية القهوة التي يتناولونها يوميا على مدار 18 شهراً، ثم أجريت تقييمات معرفية -باستخدام مجموعة مختارة من المقاييس النفسية- في 6 مجالات معرفية.
وخضعت مجموعة فرعية مكونة من 60 متطوعاً لفحوص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وذلك لتقييم تراكم مادة "بيتا أميلويد” في الدماغ، وخضعت مجموعة فرعية أخرى مكونة من 51 متطوعاً لفحوص بالرنين المغناطيسي لتقييم ضمور حجم الدماغ.
وأظهر تحليل البيانات أن شرب القهوة ارتبط ارتباطاً إيجابياً بالوظائف التنفيذية والانتباه، وبطء التدهور المعرفي، وانخفاض تراكم بروتين الأميلويد على مدى 126 شهراً، كما أظهرت النتائج أيضاً أنه لا صلة بين تناول القهوة وضمور حجم الدماغ.
وتشير النتائج إلى أن تناول القهوة بمعدل كوب إلى كوبين يومياً يمكن أن يقلل من التدهور المعرفي بنسبة تبلغ 8% بعد 18 شهراً، مع انخفاض يصل إلى 5% في تراكم "بيتا أميلويد” في الدماغ في الفترة ذاتها.
وتقول الدكتورة غاردنر إن ما تظهره نتائج الدراسة عن بطء تشكل بروتين بيتا أميلويد مثير للاهتمام، خاصة أن الدواء الذي حظي بالموافقة أخيراً لعلاج مرض ألزهايمر في الولايات المتحدة يعمل أيضاً من خلال استهداف البروتين نفسه، لكنه لم يُظهر أي أثر في الحدّ من التدهور المعرفي، على عكس القهوة.