تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن طرق انتقال عدوى الأمراض التنفسية بشكل عام، وفيروس كورونا على وجه التحديد.
وتأتي نشرة المعهد في ظل تشديد الإجراءات الاحترازية، والعمل على رفع الوعي بطرق الوقاية من الفيروس، لمحاصرته والحد من انتشار العدوى، بعد ارتفاع أعداد الإصابات بشكل كبير.
وتوضح النشرة طرق انتقال العدوى من خلال القطيرات (بشكل مباشر أو غير مباشر)، وانتقالها عبر الهواء، إضافة إلى بيان احتمالية أن تؤدي العدوى بمرض كوفيد-19 إلى عدوى معوية وتكون موجودة في البراز.
قلب فيروس كورونا الجديد كل حساباتنا المعتادة حول الأنشطة التي تبدو عادية. هل الركض بجانب شخص ما في الشارع آمن؟ ماذا عن التسوق في محل بقالة بمسافة 6 أقدام (2 متر)؟ وأي من هذه الأنشطة يمثل الخطر الأكبر؟ لذلك كان لابد من فهم طرق انتشار العدوى لهذا المرض.
إن فهم كيف ومتى وفي أي أنواع من الأماكن ينتشر مرض كوفيد-19 بين الناس أمر بالغ الأهمية لتطوير تدابير عالية للصحة العامة والوقاية من العدوى لكسر سلاسل الانتقال.
انتقال العدوى بالقطيرات:
يمكن انتقال عدوى الأمراض التنفسية عن طريق قطيرات مختلفة الحجم على النحو الآتي:
القطيرات التنفسية: وهي الجسيمات التي يزيد قطرها عن 5 ميكرومترات.
نوى القطيرات: وهي الجسيمات التي قطرها يساوي 5 ميكرومترات أو أقل.
ووفقاً للبيّنات الحالية المتاحة، تنتقل العدوى بالفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 من شخص إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية وذلك بطريقتين:
طريقة مباشرة: حيث تنتقل العدوى عن طريق القطيرات عندما يخالط شخص شخصاً آخر تظهر لديه أعراض تنفسية (مثل السعال أو العطس) مخالطةً لصيقةً (في حدود مسافة متر واحد)، مما يجعل هذا الشخص عرضة لخطر تعرض أغشيته المخاطية (الفم والأنف) أو ملتحمته (العين) لقطيرات تنفسية يُحتمل أن تكون معدية.
طريقة غير مباشرة: حيث تنتقل العدوى أيضاً عن طريق أدوات ملوثة توجد في البيئة المباشرة المحيطة بالشخص المصاب بالعدوى وذلك بملامسة أسطح موجودة في البيئة المباشرة المحيطة أو أدوات مستخدمة على الشخص المصاب بالعدوى (مثل سماعة الطبيب أو ميزان الحرارة).
انتقال العدوى بالهواء:
يختلف انتقال العدوى بالهواء عن انتقالها بالقطيرات، لأن انتقال العدوى بالهواء يشير إلى وجود ميكروبات داخل نوى القطيرات التي تعتبر عموماً جسيمات يساوي قطرها 5 ميكرومترات أو أقل ويمكن بقاؤها في الهواء لفترات زمنية طويلة وانتقالها من شخص إلى آخر على مسافات تزيد عن متر واحد.
يمكن أن يحدث انتقال الفيروس عبر الهواء في أماكن الرعاية الصحية حيث تولّد إجراءاتٌ طبيةٌ محددةٌ قطيرات صغيرةً جدا تسمى "الهباء الجوي" مثل إجراءات التنبيب الرغامي وتنظير القصبات وإعطاء علاج بالبخاخ والتهوية اليدوية قبل التنبيب وفغر الرغامي والإنعاش القلبي الرئوي.
كما اقترحت بعض التقارير إمكانية انتقال الهباء الجوي جنبا إلى جنب مع انتقال القطيرات في المساحات الداخلية المزدحمة، على سبيل المثال في المطاعم وفصول اللياقة البدنية.
تفيد بعض المنشورات العلمية وجود بيّنات أولية على احتمال الكشف عن الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 في الهواء، وبالتالي إلى حدوث انتقال للعدوى بالهواء.
وإذا تم تأكيد انتقال العدوى بالهواء، فإنه سيتوجب توسيع إطار الإرشادات لتشمل استخداما أوسع للكمامات، وتباعدا أكثر صرامة، خاصة في المطاعم ووسائل النقل العام. وقد تشمل الإرشادات أيضا تطبيق قواعد أكثر صرامة في البيئات المكيفة.
انتقال العدوى بالبراز:
تتوافر بعض البيّنات على احتمال أن تؤدي العدوى بمرض كوفيد-19 إلى عدوى معوية وتكون موجودة في البراز.
تشدد التوصيات الحالية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية على أهمية استخدام جميع معدات الحماية الشخصية على نحو رشيد وملائم وعدم الاقتصار على استخدام الكمامات، مما يتطلب من العاملين في مجال الرعاية الصحية التقيد بسلوك سليم صارم، وخصوصاً فيما يتصل بإجراءات خلع معدات الحماية الشخصية وقواعد نظافة اليدين، كما يجب تدريب الموظفين بشأن هذه التوصيات وشراء معدات الحماية الشخصية وغيرها من الإمدادات والتجهيزات اللازمة وتوفيرها بالقدر الكافي.
وما زالت الأهمية القصوى معلقة على غسل اليدين بانتظام والالتزام بالآداب الواجبة عند السعال أو العطس وتنظيف البيئة وتعقيمها وأهمية الحفاظ على مسافة آمنة مع الآخرين، وتجنب المخالطة اللصيقة لأشخاص مصابين بالحمى أو تظهر عليهم أعراض تنفسية دون اتخاذ سبل الحماية الملائمة.
يحدث انتقال مرض كوفيد-19 بشكل أساسي من الأشخاص عندما تظهر عليهم الأعراض، ويمكن أن يحدث أيضًا قبل ظهور الأعراض مباشرة، عندما يكونون على مقربة من الآخرين لفترات طويلة من الزمن.
وفي حين أنه يمكن للشخص الذي لا تظهر عليه الأعراض أن ينقل الفيروس إلى الآخرين، إلا أنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يحدث هذا.
لا تزال هناك حاجة ملحة لبحوث عالية الجودة لتوضيح الأهمية النسبية لطرق الانتقال المختلفة، ودور النقل الجوي في غياب إجراءات توليد الهباء الجوي، وجرعة الفيروس اللازمة لحدوث الانتقال، والأوضاع وعوامل الاختطار لانتشار الأحداث، ومدى الانتقال بدون أعراض وقبل الأعراض.