يُسلّط معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، في نشرة اليوم الثلاثاء، الضوء على ثلاثة أنواع من البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي، ولا تعرف نسبة كبيرة من الناس المعلومات الكافية عنها.
وتتناول نشرة المعهد، بكتيريا المكورات المعوية البرازية، والحلزونية (العطيفة)، والعصوية الشمعية، موضحة التعريف العلمي الدقيق لكل واحدة منها، وأماكن وجودها، وسبب انتقالها للإنسان.
وفي النشرة تفصيل للآثار والمضاعفات التي تسببها الأنواع الثلاثة، والأعراض التي تظهر على الإنسان الذي يحملها، إضافة إلى طريقة التشخيص الطبي الدقيق، وشكل العلاج.
عدوى إنتيروكوكس فيكالس (المكورات المعوية البرازية) (Enterococcus Faecalis):
ما هي؟
المكورات المعوية البرازية هي بكتيريا تستوطن في الجهاز الهضمي للإنسان، وفي ظل ظروف معينة، يمكن أن تنمو وتسبب العدوى. ويوجد نوعان شائعان فقط في البشر E. faecalis و E. faecium.
وتسبب المكورات المعوية البرازية عدوى تنتشر من شخص لآخر عند إهمال عادات النظافة الأساسية، ولأن هذه البكتيريا موجودة في البراز يمكن للأشخاص نقل العدوى (إذا لم يغسلوا أيديهم بعد استخدام الحمام) ثم يقومون بنقلها للطعام أو على الأسطح، وهكذا تنتقل إلى أشخاص آخرين.
ما هي الأعراض؟
تعتمد أعراض عدوى E. faecalis على مكان الإصابة، ويمكن أن تشمل إعياء عاما، وحمى وقشعريرة، وصداعا، وإسهالا، وسرعة أو ضيق في التنفس، وتورما أو نزيفا في اللثة، وتبولا مؤلما، وتشنج المعدة، وتقيؤ وتشنجا في الرقبة.
كما تسهم إنتيروكوكاس فيكالس في عدد من المضاعفات التي قد تهدد حياة البشر مثل: تجرثم الدم، والتهابات في الفم وخاصة التهاب اللثة وقنوات الجذر، والتهاب بطانة القلب، والتهاب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي.
التشخيص والعلاج:
يتم علاج عدوى المكورات المعوية البرازية بالمضادات الحيوية. وهناك تحد وهو أن هذه البكتيريا أصبحت مقاومة للعديد من أنواع المضادات الحيوية.
للتأكد من حصولك على المضاد الحيوي المناسب، قد يأخذ طبيبك عينة من البكتيريا، وسيتم اختبار هذه العينة في المختبر لمعرفة أي المضادات الحيوية يعمل بشكل أفضل.
عدوى بكتيريا الكامبيلوباكتر (العطيفة) (Campylobacter):
ما هي ؟
هي بكتيريا على شكل حلزوني أو على شكل فاصلة أو قضيب، وأكثرها شيوعًا في الأمراض البشرية هي سلالات (jejuniو C. coli.). وتعد بكتيريا الكامبيلوباكتر من أكثر الأنواع مقاومة للمضادات الحيوية، وتسبب مرضاً شائعاً ينتقل عن طريق الأطعمة الملوثة، خاصة الدواجن النيئة أو غير المطبوخة جيداً، ويمكن أيضاً تنتقل من شرب الماء الملوث أو الحليب الخام، أو التعامل مع براز الحيوانات المصابة.
ما هي الأعراض؟
بعض المصابين ليس لديهم أي أعراض. وفي حال وجود الأعراض، فإنها تبدأ بعد يومين إلى خمسة أيام من الإصابة وعادة ما تستمر لمدة أسبوع واحد، ويمكن أن تشمل الإسهال (الذي قد يكون دمويًا)، ووجعا وتشنجات في البطن، وحمى، وإعياء، واستفراغا وغثيانا.
في بعض الأحيان تتسبب عدوى العطيفة في حدوث مضاعفات: مثل متلازمة القولون العصبي والشلل المؤقت والتهاب المفاصل، كما تزداد احتمالية الإصابة والمضاعفات في الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل أولئك الذين يتلقون العلاج الكيميائي. و تنتشر العطيفة في بعض الأحيان إلى مجرى الدم وتسبب تسمماً في الدم قد يهدد حياة المصاب.
التشخيص والعلاج:
يتم التشخيص من خلال الفحوصات المخبرية لعينة من البراز التي تُظهر وجود بكتيريا الكامبيلوباكتر. ويجب على الأشخاص المؤكدة إصابتهم بعدوى كامبيلوباكتر أو المشتبه بإصابتهم شرب الكثير من الماء أو السوائل عن طريق الفم الخاصة لحالات الجفاف (المتاحة من الصيدليات)، كما يٌنصح بتجنب الأدوية المضادة للقيء أو الإسهال ما لم يصفها الطبيب أو يوصي بها.
أما إذا كان المصاب يعاني من أعراض شديدة أو طويلة الأمد فيُنصح بزيارة الطبيب، والذي قد يصف المضادات الحيوية في بعض الحالات.
عدوى بكتيريا باسيلوس سيريوس (Bacillus cereus):
ما هي؟
البكتيريا العصوية الشمعية هي بكتيريا عصوية الشكل ومتحركة وعادة ما تكون في التربة وتسبب مرضا للإنسان عن طريق الأطعمة الملوثة.
يحدث التسمم الغذائي عندما تنتج هذه الكائنات الدقيقة السموم، مما يتسبب في نوعين من أمراض الجهاز الهضمي: متلازمة القيء أو متلازمة الإسهال. وتنمو هذه البكتيريا في الطعام الذي تم تخزينه وطهيه بشكل غير صحيح.
ما هي الأعراض؟
في متلازمة القيء يشكو المصاب من التقيؤ، والغثيان، والإسهال. في بعض الأحيان تبدأ الأعراض من 0.5 إلى 5 ساعات بعد تناول الطعام الملوث. وعادة ما تختفي الأعراض في 6 إلى 24 ساعة.
وفي متلازمة الإسهال يشكو المصاب من: الإسهال الذي يكون أحيانًا مصاحباً للدم و/ أو المخاط، والغثيان، وألم في البطن. تبدأ الأعراض عادة بعد 8 إلى 16 ساعة من تناول الطعام الملوث. عادة ما تختفي الأعراض في 12 إلى 24 ساعة.
التشخيص والعلاج:
يمكن تشخيص التسمم الغذائي الناجم عن هذه البكتيريا عن طريق عزل هذه البكتيريا في عينات الطعام أو البراز أو القيء. يتعافى معظم الناس دون علاج. يوصى بتناول السوائل للوقاية من الجفاف. لا يتم وصف المضادات الحيوية عادة لأن الأعراض ناتجة عن السموم وليس البكتيريا.