1. رضا الناس غاية لا تدرك، فتباين اﻵراء كبير وكل يغني على ليلاه ويعزف على وتر مصالحه الخاصة؛ ولذلك ما يراه الناس من عيوب في الآخر يجعل الآخرين يرون ذلك عيوباً فيهم؛ وكأني أقول الناس لا يعجبهم الآخر؛ وهذه قمّة الأنانية لان كل شخص بان يعجب نفسه ولا يعجب الآخرين.
2. كلام الناس يقع بين شطري مقولة الإمام الشافعي: ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم؟ كمؤشر على إستحالة الرضا والقبول من قبل الآخرين ما لم نتّبع ما يريدون؛ وهذا بتقديري نوع من انواع التطرّف رغم أن الكل يدعو للوسطية والإعتدال؛ وفي زمن كورونا أبعدت الناس عن بعضها فيزيائياً لكنها ما زالت إنتقائية للآخرين.
3. كلام شكسبير في الصميم عندما قال: حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس، فتحكيم لغة العقل واجبة؛ ولذلك علينا فعل ما يعجبنا ومقتنعين به ما دام يرضي رب العالمين.
4. في ظل تراجع منظومة القيم والأخلاقيات وظهور وسائل التواصل اﻹجتماعي على السطح كثر كلام الناس السلبي لدرجة اﻹتهام الجزاف والهمز واللمز واﻹستغابة وغيرها، مع اﻷسف؛ ولذلك فهكذا وسائل تواصل إجتماعي يجب توظيفها للمفيد دونما سلبية أو تعدّي على الآخرين.
5. كلام الناس اﻹيجابي موجود بين قلة منهم، لكن الناس تنسى بحر اﻹيجابيات عند ظهور أول سلبية؛ ولهذا فإننا ندعو لتعظيم الجزء المليء من الكأس للبناء عليه في العلاقات الإجتماعية؛ بدلاً من التركيز على الجزء الفارغ منه الممثلة للسلبيات التي تؤول لنقاط الخلاف وتعظيم الفرقة بين الناس.
6. مطلوب تعظيم الثقة بالنفس وعدم اﻹلتفات لكل كلام الناس، فالمُحْبِط منه يفوق المعزّز؛ ولذلك فالثقة بالنفس هي التي تجعل الناس لا تأبه بكلام الآخرين كلهم بل من يعلمون أنهم يهتمون بمصلحتنا.
7. مطلوب من المسؤولين العمل ليحبهم الناس عندما يغادروا مناصبهم، كما يحبونهم إبّان إستلامهم مناصبهم، وإلّا فكلام الناس سيزداد تأليفاً وتوليفاً وحقيقة وخيالاً عند مغادرتهم لمناصبهم؛ وللإنصاف من يحترم الناس إبان المنصب يحترموه بعده؛ رغم أن البعض لا يمكن أن يقبل بشيء سوى ما يريد ولا يعذر ولا يؤمن بوجود القوانين الناظمة.
8. مطلوب أن نبقى كما نحن على الطبيعة دون تلوّن أو تجمّل أو شوفية، وقتها سيكون كلام الناس غير مهم؛ ومطلوب أن نثق بأنفسنا ولا نعمل سوى ما يرضي الله تعالى؛ ومطلوب أن نرى حسنات الناس ونسعى لتصويب سيئاتهم من خلال النصائح وليس الفضائح؛ ومطلوب البناء على العلاقات الطيبة والجوامع والبعد عن الفوارق.
بصراحة: كلام الناس 'لا يقدّم ولا يؤخّر'، لكن اﻹستماع إليه يعطي فكرة عن نفسيات ومكنونات اﻵخرين، ومطلوب زيادة جرعات الثقة بالنفس ﻹستيعاب اﻵخر، ومطلوب المضي قُدماً لتحقيق اﻷهداف أنّى كانت ما دامت إيجابية وفيها مرضاة الله؛ ومطلوب مخافة الله في أنفسنا والآخرين؛ ومن يمتلك الجرعة الإيمانية الكافية حتماً يحب لنفسه ما يحبه للآخرين.