د. غيداء القلاب

أيستحق الانتظار

نبض البلد -

د. غيداء القلاب

يشعر أن بداخله ظمأً حد الارتواء من اعذب المياه ، ويأساً حد الطيران فوق ذاكرة الأمل...

يتجرع الموت ببطءٍ شديد ... ينتظر الماضي بصبر بعيد ... يقتل نفسه في العالم بين زوايا منسيه وأخرى مهترئه...

ينظر لما بعد البعيد بعين الماضي ... يتطلع للأمس... يركض لاهثا نحو الجروح التي أدمته طويلا ...

يعصر يديه.. يسير الدم الى اعلى راسه كي لا تصل الى قلبه...

يبحث عن اللامتبقي من الحياه بنفس يكاد يخرج ... يتألم بضجيج يصل حد الصمت ...

يسير ويعاود الجلوس ... يحيا ويعاود الموت ... يتفتح ويعاود الذبول ...

تبا لكل ما يسير في داخله... ولكل شهيق وزفير يشعر به ... ولكل ضوء فيه يصل حد الظلام ...

مهلا ... لنعاود الهدوء من جديد ... فهو يحتاج الى الصمت كي ترتجف اعضاؤه بتعب مرهق ...

يحتاج الى اوراق متطايره تحمله الى عالم ابدي اقرب ما يكون الى المستحيل ... الى عالم قريب ابعد ما يكون عن الواقع ...

ما زال يحيا.. ما زال مصرا على "موت الحياة" فهكذا تصبح المفردة كما اراد ان يحيا في الموت ...

سافر في حجرات الحائط المنسي ... تغلغل فيه... وانهارت ذاكرته او ما تبقى من ذاكرة مهترئه في اعماق العمق ...

وانهار هو وانهار فوقه الف جدار حزن وخرج ضوء اليأس ليحيا من جديد حياة بموت يرى انه يستحق الانتظار...