قتلت 5 فلسطينيين في 2019
نبض البلد - وكالات
شهد العام 2019 هجمة شرسة شنتها سلطات الاحتلال ضد الأسرى في سجون الاحتلال، حيث تنوعت الانتهاكات التي قامت بها مصلحة السجون ضد الاسرى بين اجهزة تشويش ومنع من الزيارات وتفتيش الغرف الخاصة بهم، بالاضافة الى التنقلات المفاجأة بين المعتقلات، كما تسببت سياسة الاهمال الطبي في سجون الاحتلال لاستشهاد 5 من أبناء الحركة الأسيرة.
وقال مدير مركز الاسرى للدراسات، الأسير المحرر د. رأفت حمدونة، أن الاسرى خلال عام 2019، عانوا اقسى لحظات اعتقالهم، في ظل انتهاكات الاحتلال بحقهم، و تصعيد الاجراءات التعسفية والعنصرية ضدهم. ولفت الى أن 5000 أسير يعيشون أوضاعاً مأساوية بينهم أطفال ونساء وكبار سن.
وأكد بأن 26% من الاسرى يعانون من امراض مختلفة تسببتها ظروف اعتقالهم السيئة، دون أن يتلقون الرعاية الصحية المناسبة. وأشار الى أن 10% من الاسرى المرضى مصابون بأمراض مزمنة وتحتاج لعمليات جراحية ومتابعة طبية متخصصة كالسرطان والقلب والكلى والغضروف والروماتزم والضغط و زيادة الدهون والقرحة، مشيراً الى أن هؤلاء لا يتلقون اهتماماً صحياً.
وبين أن 5 من الاسرى استشهدوا جراء سياسة الاهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال ضدهم وهم: فارس بارود، من غزة، "قتله الاحتلال على مدار 28 عاماً من الاعتقال بشكل بطيء، وذلك عبر جملة من أدوات التعذيب الممنهجة، منها: احتجازه في العزل لسنوات طويلة داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، والتي تسببت بإصابته بعدة أمراض، رافقها الإهمال الطبي المتعمد، وأدت بالنهاية إلى استشهاده في تاريخ السادس من شباط 2019، علماً أنّه من الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، ورفض الاحتلال الإفراج عنه، وهو من غزة، اعتقل عام 1991، ومحكوم بالسجن المؤبد و35 عاماً".
وفي 27 نيسان، أطلق الاحتلال النار على عمر عوني يونس (20 عاما)، من سنيريا بمحافظة قلقيلية، وأصابه بجروح خطيرة، واعتقله وأبقى على احتجازه لمدة أسبوع في مستشفى "بيلنسون"، ومدد اعتقاله خلال وجوده في المستشفى، ولم يسمح لعائلته بزيارته، إلى أن أُعلن عن استشهاده.
وفي 16 تموز 2019، استشهد نصار ماجد طقاطقة (31 عاماً)، من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، بعد تعرضه للتعذيب في مركزي تحقيق "المسكوبية" و"بيتح تكفا"، وأُصيب نتيجة لظروف التحقيق والاحتجاز القاسية بالتهاب رئوي حاد، رافقه إهمال طبي متعمد، أدى إلى استشهاده في معتقل "نيتسان الرملة".
وفي الثامن من أيلول، استشهد بسام السايح (46 عاماً)، من نابلس، بعد تعرضه لعملية قتل بطيء استمرت منذ اعتقاله عام 2015، إذ اعتقله الاحتلال وهو مصاب بالسرطان، وتفاقم مرضه لتعرضه للتحقيق والتعذيب الشديد، حتى أُعلن عن استشهاده، علمًا أنه بقي محتجزا معظم فترة اعتقاله في ما يسمى بمعتقل "عيادة الرملة" والتي يطلق عليها تسمية "المسلخ".
وفي 26 تشرين ثاني استشهد سامي أبو دياك (36 عامًا)، بعد عملية قتل بطيء منذ عام 2015، إذ تعرض لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى "البوسطة"، بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبتت لاحقاً إصابته بالسرطان.
ولم تكتف "اسرائيل" بقتل الاسرى من خلال التعذيب و الاهمال الطبي، بل تواصل انتهاكاتها بحق المتوفين منهم، وما زالت تحتجز عشرات الجثامين في مقابر الأرقام، وتمنع تسليمهم لذويهم من أجل دفنهم كل في بلدته.
وفيما يتعلق بالاعتقال الاداري، أوضح حمدونة بأن سلطات الاحتلال تحتجز نحو 450 معتقلاً ادارياً دون تهمة او محاكمة، أي بملف سري لا يمكن للمعتقل او محاميه الاطلاع عليه، وتقوم بتجديد الاعتقال الاداري عدة مرات قابلة للتجديد بالاستئناف.
اوضح بأن 42 أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال ويعشن اوضاعاً اعتقالية صعبة في سجن "الدامون"، حيث ترتكب بحقهن انتهاكات مختلفة.
وأكد بأن نحو 200 طفل يتعرضون لانتهاكات صارخة في سجون الاحتلال، مشيراً الى ان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حمايتهم.