في اليوم الاخير من الاسبوع الثالث للاحتجاجات اللبناني، كان الشارع امس "بأمر" عدد من طلاب لبنان. شبابٌ من المدارس والثانويات والجامعات، في طرابلس وكسروان وبيروت وبعبدا وصيدا وصور والنبطية، اعتصموا أمام الصروح التعليميّة، اعتراضاً على قرار وزير التربية أكرم شهيب استئناف الدروس. ومن لم يتمكّن من رفاقهم من الانضمام إلى "الثورة"، استُقدمت رافعة لسحبه من صفّه.
هكذا حصل في إحدى مدارس طرابلس. مطالبهم تنوّعت بين المطالبة بإسقاط النظام ليُصبح لاطائفياً، والتعبير عن الغضب من السياسيين، والدعوة إلى قضاء نزيه، ورفع مطالب معيشية، لا سيّما أن تُدفع الأقساط بالليرة اللبنانية وليس بالدولار.
لم يكتفوا بإقفال مداخل المؤسسات التربوية، بل انطلقوا بمسيرات أمام فروع المؤسّسات الرسمية المُحيطة بهم: المصرف المركزي وفروعه، قصر العدل في بيروت والمناطق، مكاتب شركتَي الاتصالات، مكتب أوجيرو في جونية، وزارة التربية في بيروت، مبنى الضريبة على القيمة المُضافة، مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة، مؤسسة كهرباء لبنان - كورنيش النهر، معمل الجية الحراري، معمل سبلين... الهدف الرئيسي كان منع الموظفين من الالتحاق بوظائفهم، ومطالبة السلطة المباشرة بإجراءات لمكافحة الهدر والفساد، من خلال تسعير الضغوط عليها.
ويعتبر الطلاب أنّهم "أساس ثورة 17 تشرين الأول". وقد بدا لافتاً توحّدهم امس الاربعاء خلف مطالبهم، وتمكّنهم من استنهاض همتهم في مختلف المناطق اللبنانية.
يقول عضو قطاع الشباب والطلاب في احد الاحزاب، أنّ الموضوع لم يكن مُنسّقاً أو مُخططاً له، "ففي الأصل كانت الدعوة إلى الاعتصام أمام مبنى القيمة المُضافة والعدلية في بيروت". ما طرأ أنّه حصل اول من، حصل احتكاك بين طلاب من الجامعة الأميركية للعلوم وعناصر من الجيش، ثمّ التسريب الصوتي لراهبة تُهدّد الطلاب من المشاركة في الاعتصامات، والقرار المُتقلّب لرئيس الجامعة اللبنانية بإقفالها أو فتحها... مضيفا، تراكمت الأحداث ما ولّد ردّ فعل لدى الطلاب الذين قرروا الانطلاق في اعتصامات مُوجّهة صوب المرافق الحيوية، عوضاً عن إقفال الطرقات.
وجدت المجموعات المُنظّمة والأحزاب المواكبة للانتفاضة الشعبية، أنّ عملية تحديد الأهداف ستكون بنّاءة أكثر من قطع الطرق، التي تحوّلت إلى "عامل صدام" بين المواطنين. لذلك، ستستكمل الاعتصامات، بالتوجّه نحو المؤسسات المُعتدية على الأملاك البحرية، مع مسيرة انطلقت من الرملة البيضا باتجاه «الإيدن باي». وبالنسبة إلى الخميس، فحتى الساعة، وُجهت الدعوة للاعتصام أمام ديوان المحاسبة.