تصاعد اقتحامات "الأقصى".. مقدمة خطيرة لتقسيمه وتحويله لـ"مقدس يهودي"

نبض البلد -
نبض البلد -- وكالات


شهد المسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، وتحديدًا ما يسمى عيد "العرش"، تصاعدًا كبيرًا وملحوظًا في أعداد المستوطنين المقتحمين بالمئات باحات المسجد، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وفي ظل صمت وتخاذل عربي وإسلامي رهيب إزاء التحرك العاجل لنصرة الأقصى.

لم يتوقف الأمر عند الاقتحامات وأداء طقوس وصلوات تلمودية، بل يتعدى استهداف وملاحقة الاحتلال لرواد وحراس المسجد ولمسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية.

وكانت القناة العبرية السابعة ذكرت أن زيادة حادة طرأت على أعداد المقتحمين اليهود للأقصى، خلال "يوم الغفران" لهذا العام، مقارنةً بذات اليوم في العام الماضي، لافتة إلى أن نسبة المقتحمين للمسجد قفزت 55%.

وحذرت شخصيات فلسطينية ومقدسية من أن استمرار تصاعد اقتحامات الأقصى، "سيدفع الأوضاع نحو مزيد من الانفجار الذي يتحمل الاحتلال مسؤوليته الكاملة"، داعية للتصدي لتلك الاقتحامات.

نائب مدير عام أوقاف القدس ناجح بكيرات يقول، الاحتلال يريد من زيادة أعداد المقتحمين للأقصى تشكيل هوية ورواية المدينة وأعداد سكانها من جديد، لتكون عاصمة لمشروع "الدولة اليهودية".

ويوضح أن الاحتلال زاد ليس فقط في عدد الاقتحامات، بل في وتيرة الحفريات والاستيطان والانتهاكات اليومية بحق الأقصى والقدس، وكذلك بناء الكنس اليهودية وغيرها، بهدف إضفاء الطابع والرموز اليهودية في المدينة المقدسة سواء على الرؤية البصرية أو الواقع الديمغرافي.

ويتحكم الاحتلال بالمدينة مستغلًا الظروف الإقليمية والدولية، لتغيير ملامح وقدسية المدينة والأقصى، وطرد الفلسطينيين، وصولًا إلى هدم المسجد وإقامة "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه. وفق بكيرات

ويقول: "نخسر وجودنا اليومي كمقدسيين، بإبعاد عشرات الرجال والنساء والأطفال عن الأقصى وموظفي الأوقاف، وغيرهم".

ويضيف "أصبحنا نشاهد المتطرفين وهم يدنسون الأقصى ويؤدون صلواتهم وطقوسهم علنًا، مع وضع رموزهم اليهودية بداخله، وصولًا بشكل تدريجي للمرحلة النهائية وهي تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا".

ولزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، تداعيات وانعكاسات خطيرة، ينبه لها بكيرات، قائلًا: "بهذه الممارسات والانتهاكات الممنهجة، فإن الاحتلال يُحول الأقصى إلى مقدس يهودي، ويعرض المقدسيين لخطر التهجير أيضًا، وبالتالي فإن خسارة الأقصى يعني انتهاء القضية الفلسطينية".

ويؤكد أننا بحاجة إلى حاضنة عربية إسلامية فلسطينية قوية تقف بوجه الاحتلال ومخططاته الرامية لتهويد المسجد وهدمه. والمطلوب من المقدسيين، "الاستمرار في مقاومتهم للاحتلال ومشاريعه التهويدية والاستيطانية، وملء الفراغ في الأقصى بأعداد كبيرة يوميًا، وحمل الرواية الفلسطينية لفضح سياسة الاحتلال دوليًا".

الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أكدت، أن الحملة الشرسة التي يشنها الاحتلال والمجموعات الدينية المتطرفة ضد الأقصى تحمل دلالات واضحة تؤكد ارتفاع الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير معالم مدينة القدس العربية.

وأوضحت أن ذلك يكون من خلال تبديل تركيبها السكاني حتى يتم تنفيذ المشروع الاستيطاني بالمدينة المقدسة، والذي يؤدي لإلغاء الوجود العربي فيها، فيسهل بذلك تهويدها.

وأضافت أن ما يجري هذه الأيام في القدس، وخاصة في باحات الأقصى؛ لا يكفي لردع "إسرائيل" بالدعوة اللفظية إلى وقف تجاوزاتها، وإنما لابد إن تفرض عليها عقوبات دولية تردعها من الاستمرار في عدوانها المتواصل على أرض القدس والفلسطيني بها، وعن التطاول على المقدسات بالقدس بعملها على تهويدها.

المختص في شؤون القدس زياد ابحيص قال، إن االأقصى يشهد اليوم ثلاثة تغييراتٍ تُعد الأسوأ في الوضع القائم منذ السماح باقتحامات المستوطنين في حزيران 2003.وهذه التغييرات تبدأ أولًا بفرض الصلاة العلنية الجماعية للمتطرفين خلال اقتحامه وهو ما يعني الانتقال من فكرة "زيارة اليهود" للأقصى إلى تكريس "الأحقية الدينية" فيه.

ويشير إلى أن هذه التغيرات تمر ثانيًا بتفريغ دور حراس الأقصى بمنع الاحتلال لهم الاقتراب من المجموعات المقتحمة، ما يعني استفراد المتطرفين به".

أما التغيير الثالث الذي يحاول الاحتلال فرضه، فهو قلب نتائج هبة باب الرحمة، إذ يقتحم الاحتلال المصلى بالأحذية ويفرّغه من أثاثه لتُكرّس عدم اعترافها به كمصلى، وتفرض في محيطه منطقة حظرٍ على المصلين خلال حضور المقتحمين اليهود، لتعيد إحياء مشروع التقسيم المكاني بهذه المنطقة.