نبض البلد - وكالات
قال كاتب إسرائيلي، إن "الدرس الإسرائيلي من القرار الأمريكي بخذلان الأكراد، والتخلي عنهم وهم يواجهون مصيرهم متعدد الأشكال، ينطلق من أن أي خطوة تتخذها الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط تترك تأثيراتها على إسرائيل، وتلزمها بخطوات مقابلة".
وقال عكيفا ألدار في مقال له، أنه "من الصعب تحديد من الأكثر مفاجأة: قرارات الرئيس دونالد ترامب بالنسبة لإسرائيل، أم حجم المفاجأة الإسرائيلية منها، والأخطر من ذلك السياسة الخارجية الشرق أوسطية لترامب، رغم أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة باع للرأي العام الإسرائيلي بضاعة مفادها أن هناك علاقة رومانسية مع ساكن البيت الأبيض تخدم إسرائيل".
وأشار، أن "نتنياهو يقدر عاليا ترامب بوصفه الصديق الأكثر حميمية لإسرائيل في البيت الأبيض، بغض النظر عن قراره بخيانة الأكراد، وخذلانهم بتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم أمام الأتراك، على اعتبار أن نتنياهو أعلن أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها بنفسها، ولكن طالما أن الأمر كذلك، فلماذا يسعى لإبرام حلف عسكري مع واشنطن؟".
وأوضح الكاتب، المصنف ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، أن "كل طالب علاقات دولية يعلم أن العلاقات المميزة بين إسرائيل والولايات المتحدة تعتبر عنصرا أساسيا في قوة الردع الإسرائيلية، وحماية حدودها الخارجية، وبالتالي فإنها تتمتع طوال عقود طويلة بفرضية مفادها أن إعلان الحرب عليها يعني محاربة الولايات المتحدة، وهذه الفرضية تعتبر حجر الزاوية في الأمن القومي لإسرائيل".
واضاف: أن "كلام ترامب الخطير ينبغي أن يخيف إسرائيل حين قال إننا أهدرنا أموالا كثير لمساعدة الأكراد، لأنه إذا كان الرئيس الأقوى في العالم يتحدث عن دعم الحلفاء بمنطق التبذير وإهدار الأموال، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل يعتبر إهدارا كذلك وتبذيرا للأموال الأمريكية".
وقال أن "القلق الإسرائيلي من تبعات الأحداث الإقليمية وسخونتها، عقب إخفاقها الأمني الكبير، دفعت بالبروفيسور عوزي إيفن أحد مؤسسي مفاعل ديمونا النووي للإعلان صراحة أننا بتنا مكشوفين عمليا لأي ضربة مشابهة لما تعرضت له السعودية، ما يتطلب توفير المزيد من الحماية للمفاعل، فضلا عن وقف الأعمال فيه، رغم أنه يعتبر القوة الردعية الأهم لإسرائيل في المنطقة، وفي حال استهدافه فستكون الأضرار غير محتملة".
واوضح "أمام رئيس أمريكي يأتي وآخر يذهب، ولكن يبقى الدعم الأمريكي لإسرائيل باق وقائما، ومع ذلك فليس هناك من تقدير بأن الرئيس الأمريكي في أي حرب إسرائيلية قادمة سيرسل لها جسرا، كما فعل الرئيس الأسبق ريتشاد نيكسون في حرب 1973، وليس هناك رئيس سيعيد ما قام به الرئيس الأسبق جيمي كارتر بالتوسط لإقامة سلام بين إسرائيل والدول العربية، ودائما ستكون المفاجآت في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية".