رائد طبيشات
سأنطلق في مقالي هذا بالحديث عن الدور الأنساني والإجتماعي لبلدية اربد الكبرى والتي تعد من اقدم واكبر البلديات في المملكة والتي تقدم خدمات كبيرة لحوالي 1,5 مليون مواطن ، حيث يتبادر الى الأذهان عند سماع مصطلح بلدية بأن دورها لا يتعدى تعبيد وتأهيل الشوارع وإنشاء الحدائق وعمل الأرصفة والأهتمام بالنظافة لكن واقع الحال في البلديات بشكل عام وبلدية اربد بشكل خاص يخالف هذه التصورات بل تعداه الى مصطلح اكثر شمولية على اعتبار ان البلديات وحدات تنموية تسهم في احداث التنمية في شتى مجالات الحياه المختلفة سواء كانت الأجتماعية او السياسية او الثقافية. وانطلاقاً من هذه الرؤى فأنه آن الاوان للبلديات الخروج عن الدور التقليدي المنوط بعملها الى ادوار اكثر شمولية، وهذا ما قامت به بلدية اربد الكبرى مؤخراً من خلال رئيسها المهندس حسين بني هاني حيث استوقفني أمران حدثا هذا الأسبوع، الحدث الأول تكريم عامل الوطن الذي ظهر في الفيديو وقد اجبره مراقب العمال بالدخول الى الحاوية والضغط على النفايات من الداخل وسقوط العامل لدى خروجه من الحاوية الأمر الذي أثار موجة استنكار لقاء هذا التصرف اللانساني، حيث قال رئيس البلدية أن الأمر مرفوض وانه سيتم اتخاذ المقتضى القانوني بحق المراقب وإنزال أقصى العقوبات به، وقامت فعلاً بلدية اربد الكبرى بتكريم عامل الوطن من خلال استقبال رئيس البلدية المهندس حسين بني هاني له في مكتبه وتطييب خاطره وصرف مكافأه له وهذا تصرف إنساني جيد من قبل رئيس البلدية ، ولكن أما آن الأوان التحرر من التحولات العديدة التي طرأت داخل المنظومة الثقافية المجتمعية والتي ظهرت خلال السنوات الأخيرة الماضية حيث احدثت مزيد من التباين في الطبقات والأعمال والمهن لتسود حالة من التشوه الحضاري من تقديس رأس المال والوظائف العليا وظهور نظرة دنيوية الى كثير من الأعمال والمهن والتي يرى كثير من الناس انها تابعة وتأتي من باب خدمة الطبقات والنخب الاجتماعية والأقتصادية.
حسناً ما قامت به بلدية اربد الكبرى ازاء هذه القضية الإنسانية وتكريم العامل وإنصافه ورد جزء من كرامته وإنسانيته التي أهدرت .
والحدث الثاني قرار بلدية اربد الكبرى بتسمية شارع بإسم المرحوم الدكتور رضوان السعد تقديراً وتكريماً لأفعاله الإنسانية التي قام بها على مدار العقود السابقة في خدمة الفقراء والمحتاجين من أبناء مدينة اربد عرفاناً من البلدية بالدور الكبير الذي قام به هذا الطبيب الذي لم يتردد يوماً من الأيام في خدمة المواطنين ومساعدة الفقراء والمحتاجين بكشفية لا تتعدى الدينار، فهذا الطبيب يستحق منا أكثر من ذلك في زمن سيطر فيه الدينار والدولار على عقول الكثير من أصحاب الاختصاص، ان ما قامت به البلدية رأي سديد حيث قامت بتسمية شارع بإسم الدكتور رضوان السعد وهذا يدل على الدور الاجتماعي الذي تقوم به البلدية إزاء أفراد المجتمع المحلي الذين قدموا الكثير من أعمال الخير لوطنهم .