كشفت وسائل اعلام أمريكية، امس، عن تجربة نووية إسرائيلية تمت قبل أربعون عامًا من اليوم، في جنوب المحيط الأطلسي، غير أن الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر قرر التستر عليها.
ووفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن قمرًا صناعياً أمريكياً رصد عام 1979 إشارات انفجار نووي في جنوب المحيط الأطلسي، حيث قدّر الجيش الامريكي آنذاك أنها ناتجة عن تجربة نووية.
وأشارت إلى أن كارتر أكد آنذاك أن الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تكون قادرة على تنفيذ هذه التجربة هي إسرائيل، مشيرة إلى أنه قرر التستر.
ونقلت المجلة عن الرئيس كارتر قوله في مذكراته: "كان هناك مؤشر على تجربة نووية قامت بها اسرائيل بالتعاون مع جنوب افريقيا والتي كانت تربطها بها علاقات وثيقة من خلال استخدام سفينة في البحر".
وأضافت: "عقد حينها، كارتر، اجتماعًا في غرفة العمليّات بالبيت الأبيض، في اليوم الذي تلا الرصد، وأعرب عن اعتقاده أن الحديث يدور عن تجربة نوويّة إسرائيليّة – جنوب أفريقيّة، "إلا أن شيئًا ما حدث وراء الكواليس، بدّل الموقف الأميركيّ بسرعة".
وبحسب "فورين بوليسي"، فإن البيت الأبيض عيّن طاقما رفيع المستوى لبحث "الحادثة" التي أطلق عليها اسم "حادثة فيلا"، على اسم القمر الصناعي الأميركي التي رصدها "فيلا 6911"، أو الاسم الكامل "حادثة الوميض المضاعف جنوبيّ المحيط الأطلسي".
وأوضحت المجلة أن نتيجة التحقيقات، جاءت مفاجأة، وخلصت إلى أنه "لا يجري الحديث عن تجربة نوويّة، إنما حادث خارجي، ربّما نيزّك متفجّر إلى جانب القمر الصناعي".
وأكد باحثون أكاديميين، درسوا الحادثة علميًا وسياسيًا، للمجلّة، استنادًا إلى مواد تم الكشف عنها مؤخرًا، أنه يمكن التحديد، بشكل لا يقبل التأويل، أن ما انبعث ليس دخانا، إنما نار نوويّة، على ما يبدو، ناجمة عن قنبلة هيدروجينيّة.
وكشف الصحافي الأميركي، سيمور هيرش، في سبعينيّات القرن الماضي، أن إسرائيل أجرت بين ثلاثة إلى خمسة تجارب نوويّة تحت الغيوم التي حجبتها عن الأقمار الصناعيّة، إلا أنّ إشعاع إحدى التجارب انفلت من الغيوم ورصدته الأقمار الصناعيّة.
وعن أسباب تستّر الرئيس الأميركي، تقول المجلّة إنه بسبب ترشحّه لولاية ثانيّة في الانتخابات، وكانت حملته الانتخابيّة تركّز على "إنجازاته في العلاقات الخارجيّة"، مثل مفاوضات السلام التي جرت بين مصر وإسرائيل، التي رجّحت الإدارة الأميركيّة أن تتفجّر لو كشفت عن إجراء إسرائيل تجارب نوويّة، بالإضافة إلى انشغال كارتر بعدد من القضايا الخارجيّة، مثل ما ستعرف لاحقا بقضيّة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركيّة بطهران، ما هدّد كلّ إرث كارتر.
وأوضحت أنه من شأن الكشف عن التجربة النووية الإسرائيلية أن يجبر إسرائيل على التعامل ليس فقط مع معاهدة حظر انتشار النووي، إنما مع التشريعات الأميركيّة لحظر هذه الانتشار.