قلقيلية.. حرب اسرائيلية قذرة على مشارف الحقول

نبض البلد -

 - وكالات

على "جبهة الصراع" شمال الضفة الغربية المحتلة، يواجه عشرات المزارعين والفلاحين في محافظة قلقيلية ممن تقع أراضيهم على امتداد وبمحاذاة المستوطنات والمنشآت الصناعية الاسرائيلية، خطر التلوث بفعل المياه العادمة المنسابة من المستوطنات صوب مزارعهم.

حروب اسرائيل "القذرة" الدائرة هناك على مشارف الحقول، يشارك فيها قادة مستوطنين وادارات مصانع كيماوية تحت سمع وبصر الجهات المختصة التي تساهم بدورها بـ"تقصد" في استمرار "كارثة بيئية"، جل ضحاياها من المستهلكين الفلسطينيين الذين يعتمدون على سلة خضرواتهم من تلك الأراضي والحقول الزراعية الغارقة في الوحل.

وفيما يحتفل العالم، بيوم النظافة العالمي الذي يصادف 15/9 من كل عام، تظل "اسرائيل" غير آبه بأدنى المعايير والقوانين الدولية.. وغير آبه ايضا بشعار "يوم واحد، كوكب واحد، هدف واحد" الذي أطلقته المنظمة العالميّة المختصّة بيوم النظافة العالمي.

على الجبهة الفلسطينية المغايرة، شارك متطوعون في حملات تنظيف إحياء ليوم النظافة العالمي، بهدف التوعية بضرورة الحفاظ على بيئة الأرض، دون أن يتمكنوا من حماية بيئتهم الواقعة تحت وطأة الاجراءات والممارسات الاسرائيلية التي حولت مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية الزراعية الى "مزبلة" لنفاياتها السامة.

ويقول مسؤول ملف الاستيطان بمحافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ، أن مستوطنة "شعاري تكفا"، الجاثمة على أحد جبال قرية عزون عتمة، تعتبر المسبب الأول للتلوث البيئي، حيث يتعمد المستوطنون ضخ مياه صرفهم الصحي الى مدرسة عزون الملاصقة لهم، والى أراضي قرية عزبة سلمان جنوب قلقيلية".

ويضيف: "تتدفق مياه مستوطنة القانا الواقعة جنوب شرق عزون عتمة على وادي القرية، كما تنساب لأراض تقع خلف جدار الضم والتوسع تتبع قرى مسحة والزاوية بمحافظة سلفيت، وتعاني قرى بيت أمين وسنيريا جنوب قلقيلية من تدفق مياه مستوطنة 'عتسفرايم'.

"الى الشرق من قلقيلية وعلى أراضي عزون وعسلة، تقع مستوطنة "الفي منشه"، وتنساب مياه صرفها الصحي إلى أراضي المزارعين في النبي الياس وحبلة وقلقيلية" يقول أبو شرخ، ويتابع ".. والى الشرق ايضا تستهدف مياه المنطقة الصناعية لمستوطنة (كارني شمرون) الجاثمة على أراضي كفر لاقف وجينصافوط وحجة ودير استيا، على أراضي كفر لاقف، وكور.

يضاف الى ذلك المياه العادمة المتدفقة من المنطقة الصناعية "لمصنع المخللات" بمستوطنة "عمانوئيل"، التي تتسبب بمكرهة صحية لأهالي وأراضي وادي قانا ومحميتها الطبيعية، وتحيطها مستوطنات "عمانوئيل، وكارني شومرون، ويكير ونوفيم، بالإضافة الى البؤر الاستيطانية: "ألوني شيلو، ايل متان، وحفات يئير"، حيث تضخ مياهها العادمة إلى الوادي وتضر بينابيعه ومصادر مياهه.

ووفقا لتقرير منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، فإن المستوطنات، تنتج نحو 17.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي في العام، ونسبة المياه العادمة غير المعالجة الناتجة عنها، تصل إلى 34 %، وهناك مستوطنات غير مرتبطة بشبكات صرف صحي وتنتج نحو 5.5 مليون متر مكعب من المجاري في العام، ولا تتم معالجتها، ويتم ضخها اتجاه الوديان والجداول في الضفة.

مدير دائرة التخطيط في مديرية زراعة قلقيلية تيسير بصلات، اشار أن المديرية تستقبل شكاوى مزارعين حول تدفق مياه المستوطنات على أراضيهم.

ولفت بصلات الى أنهم ينفذون حملات تفتيش ورقابة دائمة لتوثيق الانتهاكات والاضرار للمزارعين والعمل على تعويضهم، مؤكدا أن الاحتلال يهدف الى التضييق على المزارعين وجعلهم يعزفون عن الاهتمام بأراضيهم، وضرب القطاع الزراعي، باعتباره أحد ركائز الاقتصاد الفلسطيني وأحد مقومات صموده.

وتُبين لين سنجق، من مكتب سلطة جودة البيئة، أن المياه العادمة الناجمة عن المصانع ومياه الصرف الصحي تؤثر على صحة الانسان، وتسبب اكثر من "15" مرضا خطيرا نتيجة احتوائها على، البكتيريا، والطفيليات، والفيروسات، والمعادن الثقيلة المتسربة من المصانع والتي تحوي الكادميوم، والرصاص، والزئبق، ومخلفات كيماوية، وطلاءات معدنية وغيرها.

وتتابع: "إن تدفق المياه من المستوطنات إلى الأودية والينابيع والأراضي يؤثر على جودة المياه ويعمل على زيادة نسبة النترات والأملاح، وبالتالي عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، وتتسبب في اضرار بيئية كبيرة.