أ.د.محمد طالب عبيدات
سؤال يتكرر دوماً في كل صيف ألا وهو لماذا ينشط الأردنيون للسياحة الخارجية ولا يشجّعون أو يمارسون السياحة الداخلية بالرغم من وجود أماكن سياحية في وطني دخل بعضها عجائب الدنيا السبع؟ وبالطبع هذا السؤال كبير جداً ويحتاج لمعرفة أسباب ومسببات ، والتي يدخل ضمنها ثقافة السفر والأماكن السياحية وطبيعتها والكلفة والبنى التحتية من فنادق ومطاعم ومكاتب سياحية ومعلومات وغيرها؛ كما يدخل في ذلك ثقافة الشعوب السياحية وطرق جذب السيّاح والترويج السياحي وتشجيع السياحة وغيرها؛ لكن الأهم معرفته كيف لنا أن نجذب السياح من خارج الوطن وأن نشجّع الأردنيين على السياحة في وطنهم:
1. السياحة نفط الأردن وذهبه على السواء، حيث ان مشاركتها في الناتج المحلي الإجمالي تفوق 14%، والأردن الأولى عربياً والخامسة عالمياً في السياحة العلاجية، وفاز بأفضل مقصد للسياحة العلاجية، ويأمّه سنوياً حوالي ٤ ملايين سائح، لكننا مع ذلك نلحظ الأردنيين يقصدون السياحة خارج الوطن.
2. للأمانة السياحة الداخلية لا يقوى عليها الأردنيون بسبب ارتفاع أسعار الفنادق في المواقع السياحية، والشكاوى كثيرة في هذا الصدد؛ والدليل ذهاب الكثير من الأردنيين للسباحة في دول قريبة وبتكلفة أقل من السياحة الداخلية.
3. الأردنيون يقصدون السياحة الخارجية لشرم الشيخ ولبنان وتركيا بدلاً من العقبة والبحر الميت بسبب ارتفاع تكلفة الإقامة ومصاريف الطعام والشراب في المواقع السياحية الأردنية.
4. يصرف الأردنيون سنوياً قرابة المليار دولاراً على السياحة الخارجية كان من الأولى دعم الإقتصاد الوطني بها من خلال استثمارات على الأرض.
5. هنالك حاجة ماسة للإستثمار بالمواقع السياحية من خلال إقامة الفنادق ذات الثلاث نجوم وحتى نجمتين والمطاعم الشعبية لتنشيط السياحة الداخلية- للعلم السياحة الداخلية كتعريف هي مبيت ليلة على الأقل، والزيارات اليومية دون مبيت ليست سياحة داخلية-.
6. الإستثمارات السياحية الخاصة بالسياحة الداخلية توفّر فرص العمل وتُنمّي الاقتصاد الوطني.
7. السياحة الدينية وغيرها بالأردن في معظم المحافظات ويجب إستثمارها أكثر لمسارات سياحية داخلية وللسياح الأجانب على السواء.
8. هنالك ضرورة لإشراك القطاع الخاص في الإستثمارات السياحية وضرورة لتشاركيته مع القطاع العام.
9. يحتاج الأردنيون إلى المساهمة في تنشيط السياحة من خلال تشاركية بين الحكومة والمواطنين؛ فصناعة السياحة ثقافة وتحتاج لجهد كبير للمساهمة في جذب السيّاح؛ ومهارات الإتصال هنا ضرورية جداً.
10. هنالك ضرورة أن تسعى الحكومة لتنشيط السياحة من خلال حوافز للسيّاح وترويج سياحي وإعادة هيكلة هذا القطاع وغيرها.
١١. يحتاج القائمون على السياحة لترويج أكثر للسياحة وضرورة تبني إستراتيجية جديدة لذلك تهدف لتعظيم الترويج السياحي الأماكن في الوطن الحبيب.
بصراحة: أي مبلغ يصرفه الأردنيون على السياحة الخارجية هو خسارة للإقتصاد الوطني، وعلى الحكومة إيجاد الوسائل والسبل اللازمة لتنشيط السياحة الداخلية وبضوابط أخلاقية، وواجب مسؤوليتها يقتضي بأن تبادر لطرح حُزمة مشاريع للبنى التحتية المُعززة لذلك؛ ومطلوب أيضاً من المواطنين إمتلاك الثقافة السياحية للمساهمة في النهوض بناتجنا المحلي الإجمالي وإعطاء صورة إيجابية للسياح عن وطني؛ ونحتاج لمزيد من العمل والتسويق والترويج السياحي لتعظيم الإستثمار الأمثل لمواردنا السياحية.