وكالات
اعترف الرئيس الفنزويلي، نيكولا مادورو، بوجود مفاوضات سرية بين إدارته والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، وذلك بعدما كانت واشنطن تمارس الضغوطات وتهدد بالحرب بهدف دفع مادورو للتخلي عن الرئاسة.
وقال مادورو امس: أؤكد وجود اتصالات بين موظفين من إدارة ترامب والحكومة الفنزويلية، وهي بترخيص مني، وألمح إلى عدم رضوخ بلاده في هذه الاتصالات، بل إنها تجري انطلاقا من المواقف والمبادئ التي تؤمن بها فنزويلا.
بدوره، قال الرئيس ترامب، وفق الصحافة الأمريكية: "نحن في اتصال مع فنزويلا، نتباحث مع عدد من المسؤولين. نساعد فنزويلا على قدر استطاعتنا. وسنبقى على الهامش، ولكن نساعد".
وتعتبر هذه الاتصالات -أو المفاوضات- التي تجري سرا بمثابة هدنة حقيقية بين واشنطن وكاراكاس، بعد التوتر الخطير الذي ساد العلاقات بين البلدين، في أعقاب اعتراف البيت الأبيض برئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا.
ووصل التوتر إلى مستوى تهديد الولايات المتحدة بشن حرب ضد فنزويلا لتغيير النظام، لا سيما التصريحات النارية التي كانت تصدر عن مستشار الأمن القومي جون بولتون، ضد فنزويلا.
ويبدو أن واشنطن توصلت إلى قناعة راسخة هي استحالة تغيير نظام مادورو الذي وصل إلى الرئاسة عبر صناديق الاقتراع، بل كانت تحركاتها مضادة؛ إذ ساهمت في إضعاف نفوذها في المنطقة.
ومن ضمن النتائج التي أسفر عنها هذا التوتر هو التدخل القوي لكل من روسيا والصين ثم تركيا لإنقاذ الاقتصاد الفنزويلي من الانهيار، وتقديم المساعدات الغذائية والطبية، ثم رفع بكين من استثماراتها في البترول الفنزويلي، إذ يتوفر بهذا البلد أكبر احتياطي في العالم. لكن التطور الأبرز كان هو فتح فنزويلا مجالها الجوي والبحري للطائرات والسفن الحربية الروسية، وهو الأمر الذي أقلق كثيرا البنتاغون.