د. عصام الغزاوي
أكتب والعين تدمع وفي القلب غصّة، لم أتوقع يوماً ان تُستباح عفة عمان بمثل هذا الانحدار الأخلاقي، عمان المدينة الفاضلة بسكانها الوادعين الآمنين أجل وأسمى من أن تكون مكباً لنفايات بشرية من الزعران والسفلة وبنات الليل، هناك مستنقعات تليق بهم في مكان آخر خارج حدود الوطن، هذا الوطن وضع دعائمه قادة أطهار، وضحَوا بدمائهم وأرواحهم لأجل رسم حدوده أردنيون شرفاء، وتم إعلاء بنيانه بعرق وجهود المخلصين من أبنائه، ويسهر على حماية ثغورة نشامى جيشه العربي، أرضه المقدسة كانت ممراً ومقاماً للأنبياء، وتحتضن قبور مئات الصحابة والأولياء، ويكاد لا يخلو شبرٌ منها لم ترويه دماء الشهداء، خصه الله ان يكون أرض الحشد والرباط ، وجعل الخير فيه وبأهله الى يوم الابتعاث، اتقوا الله فينَا وبوطننا يا أولي الأمر، فقد رضينا بالفقر والعوز والجوع على أن يستفزنا أحد بكرامتنا تحت مسمى الانفتاح والحريات وحقوق الإنسان، اجتثوا هؤلاء المفلسين اخلاقياً قبل ان يتكاثروا ويطيحوا بِنَا إلى المجهول، هؤلاء ليسوا الأردن ولا يمثلون شعبه العظيم، انهم لا يمثلون سوى أنفسهم وأهاليهم الفاسدين الذين تخلوا عن قيمهم من أجل حضارة زائفة ورقي زائل وتقليد أعمى ، هم حفنة شاذة في المجتمع الأردني الذي ما زالت غالبيته قابضة على جمر القيم والعادات والشمائل العربية الأصيلة، أدعو الله تعالى أن تبقى عماننا بخير وأن يبقى المجد يهتز ويقبلها بين العينين..