غزة.. واقع معقد والعمليات الفردية قد تزداد

نبض البلد -

فلسطين اليوم - غزة

يشهد قطاع غزة توتراً منذ عدة أيام نتيجة الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين، وسط تهديدات إسرائيلية بشن عدوان لكبح جماح العمليات الفردية، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة فلسطينيين اول من امس بقصف لقوات الاحتلال شمال القطاع.

قوات الاحتلال أعلنت أنها رصدت مسلحين قرب السياج الفاصل شمالي القطاع، وأطلقت النار باتجاههم، بيد ان وسائل إعلام فلسطينية قالت إن عددا من المقاومين اقتحموا منطقة بؤرة أبو سمرة شمال بيت لاهيا، واشتبكوا مع قوات الاحتلال التي استخدمت المدفعية والطيران المروحي ضدهم.

بدأت باكورة العمليات الفلسطينية على حدود قطاع غزة في الأول من آب، حينما قتل جيش الاحتلال فلسطينيا اشتبك مع جنوده وجرح ثلاثة منهم قرب السياج الفاصل لمدينة خانيونس.

وفي 10 آب/ أغسطس أعلنت قوات الاحتلال قتلها أربعة فلسطينيين قالت إنهم "مسلحون"، بعد اقترابهم من السياج الفاصل شرق دير البلح وسط القطاع، وسحب الاحتلال جثثهم وعرض أسلحة ثقيلة وخفيفة كانوا يحملونها، فيما قال فلسطينيون إن المجموعة المقاومة خاضت اشتباكا مسلحا.

وفي اليوم التالي (11 آب، أستشهد شاب فلسطيني بعد خوضه اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل شمال القطاع.

وفي ظل تكرار هذه العمليات المسلحة، جاء الاشتباك الرابع مساء السبت. وتأتي هذه العمليات في ظل انسداد الأفق في قطاع غزة، وتنصل الاحتلال من الالتزام بتفاهمات التهدئة.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، قال، إن الواقع الذي يعيشه القطاع مؤلم نتيجة الإرهاب الصهيوني، وعدم الالتزام بما تم التوافق عليه بين المقاومة والاحتلال، ما أدى إلى حالة من القلق لدى الشباب، لذلك نجد بعض العمليات الفردية من قبل شبان يقومون بها، وهذا يعطي مؤشر أن الأيام القادم ستشهد حالة من المواجهة غير مسبوقة. وعلى الجميع أن يدرك إما رفع الحصار، أو ليتحمل الجميع مسؤوليته.

وحول التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على القطاع، رأى أن هذه التهديدات تأتي في إطار الحملة الدعائية الإسرائيلية لكسب الرأي العام، والتي عادة ما يكون فيها الشعب الفلسطيني أداة من أدوات الدعاية.

ورأى الدكتور إياد القرا الكاتب والمحلل السياسي، أن المشهد في القطاع متداخل ومعقد، وأن العمليات الفردية ضد الاحتلال قد تستمر وتزداد إذا ما استمرت نفس الظروف الحالية. وقال أن مثل هذه العمليات الفردية يصعب السيطرة عليها من الفصائل والأمن.

الكاتب والمحلل إبراهيم المدهون قال أنها "عمليات فردية ارتجالية غير فصائلية، ولا ترعى بتوجيهات وتخطيطات من الفصائل"، مستدركا: "هناك حالة غضب داخل صفوف الشباب تجاه استمرار الحصار والتضييق". معتقدا أن "المقاومة الشعبية غير الموجهة والمخططة قد تكون خيارا شعبيا لا يستطيع أحد إيقافها".

ويؤكد المختص بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن "المقاومة بلا قيادة أو العمليات الفردية، هي تكتيك من العمل العسكري يقوم به فرد أو أفراد دون ارتباط تنظيمي، ودون لقاءات مباشرة ودون تمويل ودعم تنظيميين".

ويشير إلى أن "الحالة المتأزمة والضغط الكبير اللذين يتعرض لهما القطاع والقضية الفلسطينية والشباب على وجه الخصوص، أنتجا هذا النوع من العمليات"، ولفت إلى أن "موضوع التحكم والسيطرة يعد من أخطر التحديات، التي تواجه حروب العصابات".

وأمام المشهد الذي يعيشه القطاع تبقى احتمالية الذهاب لتصعيد عسكري واسع بين المقاومة والاحتلال، مرهون بما تحمله الأيام القادمة