نبض البلد - وكالات
لا يملك الوالد "أبو عماد" أبو معيلق وزوجته، سوى الصلاة والدعاء لابنهما المعتقل في سجون الاحتلال، (مراد) الذي يخوض إضراباً عن الطعام رغم معاناته المرض الشديد الذي اضطرت إدارة السجون بسببه لنقله بشكل عاجل للمستشفى بعد تدهور حالته الصحية.
فالأسير مراد من مواليد 16 أبريل 1978، وسكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ومعتقل منذ 17 يونيو 2001، ومحكوم بالسجن (22 عامًا)، ويقبع في سجن "ايشل".
ويوضح والده، أن نجله يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 9 أيام، وهي الأيام التي يعلمون بها ولكن يجهلون متى بدأ إضرابه تحديداً.
وأضاف، أنهم أبلغوا بنقل نجله للمستشفى بعد تدهور صحته السبت، حيث يعاني من أمراض عدة في أمعائه، وسبق أن أجريت له ثماني عمليات جراحية، إحداها جرى خلالها استئصال 60 سم من أمعائه، وأخرى جرى خلالها استئصال 100 سم، بسبب إصابته بالتهابات شديدة في الأمعاء الدقيقة والغليظة.
وأوضح، أن عائلته لم تعد قادرة على احتمال ألم نجلها، فيما تعاني والدته من امراض تزيدها حالة نجلها ووضعه الصحي وخشيتها على حياته المهددة بالخطر.
وبين أبو معيلق أن إدارة السجون نقلت نجله لمستشفى الرملة، وهي ليست بمستشفى حقيقي يمكن علاج الأسرى المرضى فيه، لافتاً إلى أن نجله أنهكته الأمراض فلم يعد قادراً على الصوم أو النوم بسبب الألآم التي يعاني منها .
وناشد الجميع، بوقفة جادة مع كافة الأسرى وليس مراد فقط، خاصةً المرضى منهم، للتحرك العاجل والفوري من أجل إنقاذ حياتهم بدلاً من حالة التراخي والتجاهل.
ولا تتوقف معاناة الأسير المريض مراد على مرضه المزمن والخطير، بل يحرم من زيارة ذويه وجميع أفراد أسرته منذ عام 2014.
وتعرض الأسير مراد للعزل الانفرادي عدة مرات وعوقب منها لأسباب غير مبررة.
ويقبع الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية في أوضاع صحية استثنائية، فهم يتعرضون إلى أساليب تعذيب جسدي ونفسي وحشية ممنهجة، تؤذي وتضعف أجساد الكثيرين منهم، ومنها: الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج، والقهر والإذلال والتعذيب التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق.
ووفقاً لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن أكثر من 700 معتقل مريض منهم حالات صعبة ومعقدة كمرضى السرطان والقلب والكلى والعظام والمقعدين وغيرهم، يقبعون في سجون قوات الاحتلال التي تتعمد الاستهتار بأوضاعهم الصحية والدفع بهم لحافة الموت.
ويؤكد مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، أنّ إدارة السجون تتبع سياسة الاستهتار الطبي بحق ذوي الأمراض المزمنة، ولمن يحتاجون لعمليات جراحية.
وبيّن أنّ عددا كبيرا من الأسرى المرضى ينتظرون دور العمليات أحياناً لأشهر أو سنوات، وعند إجرائها يعانون من الاستهتار الطبي، الأمر الذي راح ضحيته عدد كبير من الأسرى.