القدس المحتلة - فلسطين الآن
شككت صحيفة عبرية، في وجود حقيقي للخطة الأمريكية للتسوية المسماة بـ"صفقة القرن"، التي تقوم على "أفكار غامضة" تعتمد على تنمية اقتصادية دون ذكر الشق السياسي، مشبهة الخطة بالطائر الخيالي "لوخ نس".
وأوضحت "يديعوت أحرونوت"، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه الدبلوماسي الإسرائيلي القنصل السابق في نيويورك ألون بنكاس، أن رئيس فريق السلام الأمريكي جاريد كوشنر، سيصل إلى المنطقة "ليبحث مع الأطراف ويواصل مساعي الإدارة الأمريكية للعمل على خطة السلام، التي تسمى دون أي أساس في الواقع بخطة القرن".
وأضافت: "عمليا هي "خطة لوخ نس"، وهو مخلوق خيالي يعيش في بحيرة بشمال اسكتلندا، ومثلما في حالة هذا الوحش، هناك المئات الذين يدعون بأنهم رأوا الخطة، والعشرات يقسمون أن بوسعهم وصفها بالضبط..، غير أنه مثل الوحش، لا يوجد حقا شيء كهذا يسمى خطة القرن".
ورأت، أنه من "المعقول وجود أوراق عمل، وعدة مخططات محتملة وأفكار بعضها جيدة، ولكن خطة سياسية مرتبة وقابلة للتنفيذ والعيش؟ أشك في ذلك"، مضيفة: "نحن نعرف عن وجود خطة حوافز اقتصادية عرضت قبل وفي مؤتمر البحرين، ولكن وجود خطة سياسية، يتأجل نشرها كل بضعة أسابيع منذ سنة، لم يثبت أبدا".
ونوهت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان "في بداية الطريق محقا في حقيقة أساسية وحيوية واحدة، أن المسيرة السياسية بالصيغة التي وجدت فيها منذ اتفاقات أوسلو، استنفدت نفسها ولم تنجح"، موضحة أن "انعدام الجدية والاشكالية بدأ على الفور؛ رئيس يعرف موضوع الشرق الأوسط كمصلحة أمريكية ويخصص له التزاما رئاسيا ومالا سياسيا، يبني فريقا يتناسب مع ذلك، يمنح سلطات وصلاحيات لوزير الخارجية، مستشار الأمن القومي، وسيط أو خاص وفريق مجرب".
وتابعت مخاطبة ترامب: "أنت لا تعين صهرك ومحامين لك للعقارات، وتتوقع نجاحا دبلوماسيا مدويا، وبالتأكيد ليس عندما يكون لديهم ميل سياسي معروف".
وأكدت، أن "سلسلة خطوات أحادية الجانب والتصريحات، مست بصورة الولايات المتحدة في نظر الفلسطينيين كوسيط حيادي.." ونبهت إلى أنه "ليس هكذا تبنى الخطة، فكل خطوة يمكن تبريرها، ولكن عندما يفحص كل شيء معا يكون من السهل الفهم لماذا استنتج الجانب الفلسطيني بأن أدارة ترامب غير جدية في نواياها وغير موضوعية أيضا"، زاعمة أن "الإدارات الأمريكية، منذ الرئيس جونسون وحتى أوباما، حرصت على مظهر من التوازن والحيادية".
وذكرت "يمكن أن نوافق أو نعارض الدولة الفلسطينية، أو أن نفترض أن إقامتها ممكنة أو أن نستنتج أنها لم تعد ممكنة، ولكن لا يمكن أن نتجاهل مبدأ الدولة الفلسطينية، الذي وعدت به إدارات أمريكية وحكومات إسرائيلية، أو أن نتوقع أن يوافق الجانب الفلسطيني على بحث خطة تقوم على أفكار غامضة من التنمية الاقتصادية بمبلغ عشرات مليارات الدولارات، من غير الواضح من أين ستأتي، ودون ذكر السيادة السياسية".