زاوية سناء فارس شرعان
رغم انتهاء سيطرة داعش على كل من سوريا والعراق واختفاء الوجود العسكري للتنظيم بينهما الا ان معاناة العراقيين من جرائمه وفظائعه لازالت مستمرة رغم مغادرة اغلبية مقاتليه ومصرع اعداد منهم واسر اعداد منهم لدى القوات العراقية وقوات التحالف الدولي.
ويعتبر العراقيون اكثر من عانى من هذا التنظيم الاجرامي وفظائعه واعماله المرتبطة كما ان هذا التنظيم الاجرامي ثبت اقدامه وغرسها في التراب العراقي كالجراد الذي ما ان يهبط على الارض حتى يزرع يرقاته فيها بحيث يأكل الاخضر واليابس …
الجميع يعرف الجرائم التي اقترفها داعش في العراق من قبل الرجال وسبي النساء وتجنيد الاطفال وبيع النساء في اسواق النخاسة وتشريد اطفالهن وبيعهن في شتى اصقاع البلاد الا ان هذه الجرائم ليست الوحيدة التي اقترفها داعش في العراق وخاصة في محافظات الوسط والشمال التي وصل اليها او احتلها وحكمها بالحديد والنار … وانما ارتكب جريمة لا تقل فظاعة عن هذه الفروع .. بان زرع الاف الالغام على امتداد وسط العراق وشماله وخاصة في شمال العراق على الحدود مع تركيا بحيث يمكن تفجير هذه الالغام وقت الحاجة اذا تقدمت قثوات عسكرية او امنية باتجاه معسكرات داعش وقادتها ومقاتليها زراعة الالاف من الالغام في محاظة دهوك التي يقطنها الاكراد يعزى الى كثرة الاشجار في المحافظة التي تتسم بزيادة مساحة الغابات في اراضيها واينما ذهب الانسان في دهوك يجد الاشجار المنتشرة في مختلف الارجاء والمساحات الخضراء من الغابات التي تغطي الجبال والوديان والسهول والتي تتغير بين حين وآخر وتقضي على الانسان والحيوان ولا تقي على اي اثر للحياة … بل ان هذه الالغاام تعتبر اخطر ما يواجه سكان المحافظة من الاكراد الذين يرحبون بوجود لاجئين من اكراد ايران بينهم بحثا عن العمل والعيش الكريم لا سيما بعد حصار ايران ومنع تصدير البترول الايراني … فضحايا الانفجارات في هذه الحالة هم من الاكراد المقيمين في المحافظة اصلا ومن الاكراد اللاجئين من ايران بحثا عن العمل وفرص العيش الكريم …
جراء التضحيات الكبيرة التي قدمها الاكراد بسبب الالغام التي زرعها تنظيم داعش الارهابي في فقد العراق المئات من سكانه الاكراد في اقليم كردستان وخاصة في محافظة دهوك التي تحولت الى مقبرة بسبب الغام داعش والتي لم تقتصر اثارها على الموتى وضحايا الالغام وانما على المئات من المصابين والحرحى الذين اصيب اطرافهم جراء هذه الالغام … تطوع عدد من الاكراد للمشاركة في نزع الالغام من مختلف مناطق المحافظة التي خسرت الكثير من مواطنيها واراضيها الزراعية واشجارها التي تفجرت فيها الالغام وتم تدريب فريق من هؤلاء المتطوعين على تفجير الالغام عن بعد وانقاذ المصابين والجرحى ممن فقدوا اطرافهم …
ويذكر ان بعض مناطق العراق لا زالت تضم اعدادا من مقاتلي داعش وخاصة في محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى والمناطق المحاذية للحدود السورية لم تتمكن القوات العراقية من القضاء عليهم رغم الحملات العسكرية التي سيرتها اليهم … كما تشكو روسيا من امكانية ترحيل مقاتلي داعش في شمال العراق وسوريا وخاصة شرق الفرات الى ليبيا ما كان من مدار حوار بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء حيث اتفق الجانبان على ضرورة وقف الحرب الواردة في ليبيا ودعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تواصلت بها دول العالم ومنها صدر قرار مجلس النواب … !!!