نبض البلد - وكالات
مرة أخرى، تلاحق سلطات الاحتلال أفراد عائلة ناجح كعابنة بهدم خيامهم السكنية وحظائر ماشيتهم في خربة الحديدية بالأغوار الشمالية.
الطفل حمزة ناجح كعابنة ابن الأعوام الخمسة، يقول بكلمات بسيطة وهو يتجول بين الأمتعة المتناثرة بحثا عن ألعابه ودراجته الهوائية، "أن الجنود أعادوا تدمير مأواهم، ونثروا أمتعتهم في كل مكان".
والدة حمزة، أم عودة كعابنة رغم الظروف الصعبة والقاسية التي تعانيها مع أسرتها منذ ساعات الصباح الباكر، استلت ما تبقى من "شوادر" وقطع قماش ممزقة ونصبتها على أعمدة خشبية مهلهلة لإيواء أسرتها، وللتخفيف من معاناة حفيدتها ذات الأشهر المعدودة في هذه الأجواء الحارة.
تقول أم عودة، إنها كانت تعد الفطور لعائلتها الساعة السابعة صباحا، عندما فوجئت بجنود الاحتلال الذين شرعوا بهدم وتفكيك الخيام وحظيرة الماشية ومصادرتها.
وتضيف: "حاولت منع الجنود وأخبرتهم أنه لم يصلنا أي إخطار ولكنهم قابلوني بالتهكم والضحك واستمروا بتفكيك الخيام وتخريبها".
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها منشآت ناجح كعابنة وعائلته للهدم والتخريب، حيث تعرضت للهدم والتخريب أربع مرات خلال ثلاثة أعوام.
وفي هذا السياق، تشير أم عودة إلى أن سطات الاحتلال قامت في المرة الأولى بهدم حظائر وخيام لهم في قرية الجفتلك بالأغوار الوسطى، ثم هدمت منزلا شيدوه لهم ولنجلهم في الجفتلك أيضا، قائلة: "كل ما جمعناه من مال على مدار 20 عاما لبناء منزل ذهب أدراج الرياح".
وتضيف: "كوننا نرتحل باستمرار مع مواشينا بحثا عن المراعي انتقلنا إلى خربة الحديدية، لكن سلطات الاحتلال لم تتركنا ولاحقتنا بالهدم رغم وجودنا في أراض مملوكة لأهالي المنطقة، وليست منطقة تدريبات عسكرية."
عائلة كعابنة تملك حوالي 50 رأسا من الأغنام يعتاش 14 منها، ولكنهم يتعرضون لخسائر كبيرة في مصدر رزقهم الوحيد، بسبب وجود أغنامهم في العراء صيفا وشتاء جراء هدم الحظائر باستمرار.
وتشير معطيات لدى مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسيلم" حول الهدم في الأغوار (الشمالية، والوسطى، والجنوبية) إلى أنه "ما بين 2006 وأيلول 2017 هدمت الإدارة المدنية الاسرائيلية 698 وحدة سكنيّة على الأقلّ في بلدات فلسطينية في بالأغوار، كان يسكنها 2948 بينهم 1334 قاصرا".
وتضيف: "منذ بداية 2012 وحتى نهاية أيلول 2017 هدمت الإدارة المدنيّة على الأقلّ 806 مبانٍ لغير أغراض السكن من ضمنها مبانٍ زراعيّة".
وأشار التقرير إلى أن "منع البناء والتطوير الفلسطيني في منطقة الأغوار يمس على وجه الخصوص بنحو عشرة آلاف يسكنون في أكثر من 50 تجمعا سكّانيا (مضارب) في مناطق "ج"، يسعى الاحتلال بشتى الطرق لترحيلهم عن منازلهم وأراضيهم، وتمنع هذه التجمعات من أية إمكانية للبناء القانوني وفق احتياجاتها، وترفض ربطها بشبكتي الماء والكهرباء.