اليهود الإثيوبيين يواصلون احتجاجاتهم ضد العنصرية
نبض البلد - وكالات
أجمع الاف المحتجين "الإسرائيليين" من أصول أثيوبية (الفلاشا)، على مواصلة المظاهرات التي انطلقت في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 قبل 3 ايام، بعدة مدن إسرائيلية، احتجاجا على مقتل الشاب من أصول أثيوبية سلومون تاكا، برصاص ضابط شرطة لم يكن على رأس عمله في ضاحية كريات حاييم في حيفا، مطلع الأسبوع الحالي.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن متظاهرة قولها "يجب عدم السماح بعودة سريعة إلى الحياة العادية وإلى الإنستغرام وفيسبوك. الناس هنا معزولون عن الواقع، ولا يدركون أن ولدا مات لأنه أسود".
وافادت القناة 12 العبرية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا قياديين في طائفة الفلاشا إلى اجتماع سريع، امس، لكنهم رفضوا الدعوة وطالبوا نتنياهو بأن يحضر هو إليهم.
وشهدت "اسرائيل" مظاهرات احتجاجية، تخللها إغلاق شوارع رئيسية، بمنطقة تل وطريق الشاطئ، بين حيفا وتل أبيب، وشارعا مركزيا داخل تل أبيب، ومفترق كريات آتا في خليج حيفا، وفي عشرات المواقع الاخرى، وأضرم المتظاهرون النيران في إطارات السيارات وألقوا الحجارة والمفرقعات النارية على الشرطة.
وتحدثت نشرات الاخبار عن 50 -60 ألف سيارة عالقة بفعل هذه المظاهرات، وبحسب وسائل إعلام، قبضت الشرطة، على 6 متظاهرين إثيوبيين، في تظاهرة نظمت في منطقة "كريات آتا"، قرب حيفا، خلال مواجهات بين الطرفين.
وقالت الشرطة "شهدنا أعمال عنف شديدة من جانب المتظاهرين اسفرت عن اصابة 100 شرطي بجروح وتخريب سيارات تابعة للشرطة وأضافت"سنعمل بقوة على وقف العنف باستخدام جميع الوسائل المتاحة لنا لمنع المزيد من الأضرار واستعادة النظام".
وتظاهر المحتجون، بقيادة نشطاء من الأقلية الإثيوبية ضد التمييز المنهجي من قبل الشرطة تجاه الأقلية بعد أن أطلق شرطي النار على تيكا، 18 عاماً، وقتله.
وبدأ اليهود "الفلاشا" في الوصول إلى "إسرائيل" بأعداد كبيرة في سبعينيات القرن العشرين، ونُقل الكثير منهم جوّاً في عمليات سرية في الثمانينيات والتسعينيات.
ويقدر عدد الإثيوبيين في "إسرائيل" بحوالي 150 ألفاً، 2% من سكان البلاد، وفقاً لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.
وتقول صحيفة عبرية، "الاحتجاجات العاصفة للمهاجرين من إثيوبيا تعبير عن الألم والغضب الذي تشعر به الطائفة الإثيوبية على مدى السنين في إسرائيل. صحيح أن شكاوى المتظاهرين وجهت لمن يرتدون الزي العسكري والمسؤولين عن تطبيق القانون، لكن بنظرة عميقة يدور الحديث عن لائحة اتهام خطيرة كتبت بالدموع والألم ضد إسرائيل ومؤسساتها والمجتمع".
"سلومون تيكا ويهودا بيادها ويوسف سلماسا، لقوا حتفهم في مواجهة مع رجال الشرطة. نتيجة رؤية خاطئة ومتجذرة في مؤسسات الدولة المختلفة".
وتضيف، "منذ بدء الاحتجاج، تطفو على السطح كلمات ممجوجة مثل "الإفراط في الشرطية”. يبدو أن هذا تعبير محايد هدفه توضيح مسألة مركبة، ولكنه عمليًا يحاول التقليل من ظاهرة العنصرية الموجهة نحو المهاجرين من إثيوبيا. إن ممارسة العملية الشرطية الزائدة هي عنصرية.
"في الحقيقة، العنف والعنصرية مفهومان واضحان. لا حاجة إلى أن تكون خبيرًا لتلاحظ وجود العنصرية المتفشية في المجتمع. مع ذلك، الإثيوبيين حالة استثنائية، بسبب عنصر اللون الذي يمنع اندماجهم في المجتمع."