نبض البلد - وكالات
يعاني الأطفال الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة من أخطار كبيرة، حيث يعمل الاحتلال على استهدافهم والتنكيل بهم من خلال الاعتقالات والاعتداء البدني والنفسي، بالإضافة إلى استهداف مدارسهم ومناهجهم الدراسية والمؤسسات الراعية لحقوقهم وأطرهم الاجتماعية.
جاء ذلك في ملف معلوماتي بعنوان "الطفولة في القدس تحت الاحتلال" أصدرته مؤسسة القدس الدولية، اوضحت فيه المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها أطفال القدس جراء سياسة الاحتلال التعسفية بحق المقدسيين وأطفالهم.
ويأتي إصدار التقرير في الذكرى الخامسة للجريمة البشعة التي نفذها مستوطنون بحق الطفل المقدسي محمد أبو خضير واختطافه، وإحراقه أثناء ذهابه للصلاة في المسجد.
وبين التقرير: "أن نسبة الأطفال المقدسيين (بين 0 -14 عامًا) تبلغ نحو 39% من مجمل أعداد المقدسيين في المدينة.
وأكد أن معاناة الأطفال تتفاقم عند غياب المعيل شهيدًا في مواجهة الاحتلال أو بغيرها، حيث تتفاقم حاجات العوائل، ويصبح الأطفال ضحية مزدوجة، لحاجة العائلة القاهرة وللمحتل الذي يستهدفهم.
وأضاف، أن نحو 107 أطفال دون الـ18 تشردوا خلال عام 2017 جراء هدم قوات الاحتلال لنحو 77 منزلًا في القدس، بالإضافة إلى اعتقال 720 قاصرًا، بينهم و54 طفلًا دون الـ12 عامًا.
وبحسب التقرير، فإن قوات الاحتلال تتعامل مع الأطفال المعاملة ذاتها التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيون، فهي تعتقل الأطفال المرضى والقاصرات، وتمارس بحقهم اعتداءات جسدية ونفسية مختلفة، تبدأ بتعرضهم للضرب المبرح فور اعتقالهم، ونقلهم في الآليات تحت الضرب المستمر والشتائم، وصولًا إلى مراكز التحقيق، حيث يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب.
وأوضح أن انتهاكات الأطفال لا تقف عند هذا الحدّ، بل تقوم سلطات الاحتلال بتغريم ذوي الأطفال مبالغ مالية كبيرة، وبلغ مجموع الغرامات التي فرضها الاحتلال على الأطفال المعتقلين بمختلف الأراضي الفلسطينية خلال تشرين أول/أكتوبر 2017 نحو 78 ألف شيكل، ما يعادل 21430 دولارًا.
وأكد أن محاكم الاحتلال أصدرت نحو 300 قرار بـ"الحبس المنزلي"، غالبيتها العظمى بحق أطفال القدس، منذ اندلاع "انتفاضة القدس" حتى نيسان/أبريل 2018، ويعتبر الحبس المنزلي بديلًا قاسيًا عن السجن.
وبين أن الإقامة المنزلية تهدف إلى تقييد حرية الأشخاص، حيث يتحوّل منزل الطفل إلى سجنٍ له، ويتحول والداه لسجانين، ما يفاقم التأزم النفسي لدى الطفل، وتتراوح فترات الحبس المنزلي من ستة أشهر إلى عام تحت طائلة شروط تمنع الطفل من مغادرة البيت والذهاب للمدرسة، وفي حال مخالفة ذلك تفرض عليهم غرامات كبيرة.
وأكد التقرير، أن نسبة التسرب من مدارس المرحلة الإعدادية والثانوية في المدينة بلغت 55%، وأن الحصة الأكبر للمدارس التابعة لبلدية الاحتلال.
واعتبر أن استهداف قطاع التعليم بات أولوية لدى الاحتلال عبر تزوير المناهج وفرض منهاج إسرائيلي على الفلسطينيين، أو استهداف الطلاب والمدارس.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أغلقت في شباط/فبراير 2017 مدرسة النخبة الأساسية بصور باهر بحجة تدريس مواد تحرض على الاحتلال، ما حرم 230 طالبًا من التعليم طيلة 2017.