"طريق الحجاج".. نفق استيطاني يهدد بتدمير "الاقصى"

نبض البلد -

لترسيخ الرواية التلمودية وتزوير تاريخ القدس

نبض البلد - وكالات

منذ سنوات، تسعى سلطات الاحتلال إلى تغيير الواقع العربي والإسلامي في مدينة القدس المحتلة وفرض واقع يهودي جديد، بتنفيذها مئات المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي أدت لتدمير وسرقة الأثار العربية والإسلامية، ولتزوير التاريخ والحضارة الفلسطينية.

وما افتتاح سلطات الاحتلال الأحد، نفقًا استيطانيًا أسفل حي وادي حلوة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، بعد سنوات من الحفر في باطن الأرض، إلا واحدًا من هذه المشاريع التي شكلت انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ولكافة قرارات الشرعية الدولية.

وفي خطوة تؤكد دعم الإدارة الأمريكية للسيادة الإسرائيلية على القدس وفرض أمر واقع جديد فيها، شارك السفير الأمريكي في "إسرائيل" ديفيد فريدمان، ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، في حفل افتتاح هذا النفق.

ويبدأ النفق الذي أطلق عليه الاحتلال اسم "طريق الحجاج"، من "عين سلوان" بشارع العين، وصولًا إلى منتصف ملعب وادي حلوة بطول 350 مترًا وعرض 7 أمتار.

والنفق عبارة عن حفريات أثرية كبيرة تحت سطح الأرض، مستمرة منذ سنوات، بالتعاون بين جمعية "إلعاد" الاستيطانية و"سلطة الآثار والحدائق الإسرائيلية".

وجرت الحفريات في نفق مدعّم بأعمدة حديدية تحت شارع وبيوت بحي عين حلوة، وقريب من باب المغاربة المفضي إلى "الأقصى."

المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول إن الاحتلال يهدف من خلال افتتاح النفق، إلى ترسيخ مفهوم الرواية التلمودية وربط الأحداث بتاريخ يهودي مزيف ومصطنع، وتدمير وسرقة الآثار الفلسطينية وصولًا لتهويد القدس.

ويسعى الاحتلال أيضًا إلى السيطرة الكاملة على المنطقة وتهويدها، حيث تم تدمير المكان وحفر وشق الأنفاق أسفل منازل المواطنين، ما يتهدد عشرات المنازل بفعل الحفريات المتواصلة أسفل الحي.

ويشير إلى أنه لا وجود لهيكل أول ولا ثاني بالمنطقة والقدس بشكل عام، مثلما يدعي الاحتلال والجمعيات الاستيطانية.

وتزعم "العاد" أن النفق الذي سيتم الانتهاء من العمل فيه بعد حوالي عام ليصل إلى ساحة "باب المغاربة"، هو جزء من مسار الحجاج إلى "الهيكل الثاني" المزعوم من القرن الأول ميلادي.

وحول خطورة هذا النفق على "الأقصى"، يؤكد عمرو أن الحفريات الإسرائيلية والأنفاق وصلت أسفل أساسات الأقصى، كما يسعى الاحتلال إلى تهويد فضاء المسجد، من خلال القطار الهوائي المعلق.

و"هذا ما سيهدد بتدمير المسجد، ويعرضه للخطر الشديد، ما لم يتحرك العالم ويشكل تعبئة شاملة في مواجهة إجراءات الاحتلال".

منذ 2010، بدأت سلطات الاحتلال أعمال الحفريات أسفل حي وادي حلوة لشق النفق الاستيطاني الذي يبدأ من "عين سلوان"، التي تبعد من 300-400 متر عن السور الجنوبي للأقصى وفقا لعضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب.

ويوضح أن الحفريات وصلت عند السور الجنوبي للأقصى في منطقة القصور الأموية وبالقرب من حائط البراق، تخللها طمس كبير للأثار وللحضارة الفلسطينية، والإرث الإسلامي العربي.

ويشكل النفق واحدًا من شبكة أنفاق متشعبة أسفل وادي حلوة، تبدأ من منطقة العين مرورًا بشارع الحي الرئيس باتجاه "مشروع كيدم الاستيطاني/ ساحة باب المغاربة" والبؤرة الاستيطانية "مدينة داود" وصولًا إلى ساحة البراق السور الغربي للأقصى.

ويبين أن الاحتلال يسعى للترويج للرواية التلمودية وتزوير الحقائق والحضارة، وفرض واقع أمر جديد بالقدس وسلخها عن واقعها العربي والإسلامي.

ولهذا النفق، خطورة بالغة على "الأقصى"، كونه سيصل إلى ساحة "باب المغاربة"، في ظل مساعٍ إسرائيلية مستمرة لإقامة "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه.

من جانبها، أدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير، افتتاح سلطات الاحتلال النفق الاستيطاني، محذرة من مخاطر هذه المشاريع الاستيطانية، واستمرار الحفريات حول وأسفل الأماكن المقدسة في القدس والبلدة القديمة فيها.