د. عصام الغزاوي
قبل ان نصب جام غضبنا على الكازاخيين الذين انتفضوا (لشرف) ابنتهم ، علينا ان نغضب على من افقر البلد ونهب خيراتها وجعل زهرات شبابنا المتعلمين وكفاءاتنا الفنية تغترب في بلاد الله الواسعة بحثاً عن لقمة العيش ، تركوا اسرهم واغتربوا ؛ لانهم لم يجدوا حضن وطن دافئ يحتضنهم ويحميهم ، وحتى لا يصبحوا غرباء بدون كرامة داخل وطنهم ، غادروا قهراً بعد ان كان حلمهم ان يساهموا في بناء وطنهم وفي تنميته ، كما ساهم اباؤهم واجدادهم، الاردني بالعادة لا يرغب بالاغتراب عن وطنه ، فالوطن عزيز ولا يُستغنى عنه بحال من الأحوال ، لكن ما ارغم الشباب على الاغتراب بلا شك هي أسباب قاهرة وتحديات وعقبات جعلتهم يستغنون عن دفء أوطانهم وأحضان أسرهم ؛ سعيا لتحقيق أحلامهم في الحصول على عمل يكفل لهم حياة كريمة ومستقبلا افضل، اغتربوا للعيش تحت سماء تستوعب طموحاتهم الكبيرة ، وتحترم عقولهم وعملهم وجهودهم .. صدقاً لا اعرف ما هو شعور المسؤولين اثناء مشاهدتهم فيديوهات التطاول والدوس على كرامة ابنائنا، وامتهان شآمتهم وهل سيكتفون بالجلوس في انتظار نتائج تحقيق السلطات الكازاخستانية لمحاسبة المسؤولين على فعلتهم (ويكدوا) جاهة علشان ياخذوا عطوة اعتراف ! يا حسرة انه جرح كبير بحجم الوطن عندما تصبح لقمة الخبز مغمسة بالدم !