عوني فريج
لا اذكر ابدا وخلال ارتباطي الطويل بالرياضة ان انشغلت الاوساط الكروية بقضية رياضية على كثرة قضايانا ..بقدر انشغالها بقضية اللاعب احمد العرسان ..وما اذا كان النادي الفيصلي محق بمواصلة الاستفادة من خدماته لمواسم اخرى قادمة ..ام ان ناديه الام السرحان الذي تخرج من مدرسته هو الاولى بالاستفادة من ابداعاته بعد ان سجل نجاحا هائلا في اول موسم يخوضه مع الفيصلي ..وكان بحق احد ابرز نجوم الكرة الاردنية ...ذلك انه وفي ظل فوضى الاحتراف التي تسود الاوساط الكروية وانعدام الاسس والارتباطات القانونية التي تحكم انتقالات اللاعبين بين الفرق المختلفة تغدو المسألة مرتبطة يبدو بالعلاقات الشخصية ومدى القدرة على استمالة الطرف الاخر ولو بالتخجيل ..في ظل غياب التعليمات الواضحة !!
والمدهش في موضوع اللاعب العرسان ان اختلاف التفسير في احقية الفيصلي او السرحان في بقاء اللاعب او عودته الى ناديه الام ..املى على ادارة الناديين اللجوء الى الحل العشائري لحسم الموضوع من خلال تدخل احد الوجهاء المعروفين واجتماعه مع المسؤولين في الناديين لتقريب وجهات النظر ..واصلاح ذات البين بين الطرفين واثبات احقية اي منهما في اللاعب وكأننا امام قضية اجتماعية تتعلق بعطوة صلح او جهة عرس ..تنتهي عادة بالاتفاق و بالعبارة المشهورة " اشربوا قهوتكم " اكراما للجاهة الكريمة !!.
ومع تقديرنا لكل الجهود التي تبذل لانهاء الخلافات بين الاندية ..وحل المشكلات بالطرق الودية والشخصية والعشائرية ايضا ..الا ان غياب التعليمات الواضحة في موضوع انتقال اللاعبين واحترافهم وايضا غياب لجان الاحتراف المتخصصة والمتسلحة بالانظمة والقوانين والتعليمات في عالم الاحتراف سواء في الاندية او في اتحاد الكرة ..ساهم بهذا الذي يحصل في ملاعبنا والا كيف يمكن تفسير حالة الفوضى التي تسبب بها لاعب واحد ..ما بين بقائه مع الفيصلي او احقية ناديه بالتصرف بمستقبله والاستفادة من وضعه الفني ...!!
في ملاعب العالم وفي الدول المتقدمة كرويا نسمع عن قضايا انتقال النجوم الكبار ..وتكون الامور محصورة بمسؤولي الاندية ووكلاء اللاعبين ..لان هناك تعلميات تحكم الجميع ولا يمكن تجاوزها ..الا في ملاعبنا وساطات وتدخلات في قضية رياضية يفترض ان لا تاخذ تلك المسارات التي وصلت الى الحل العشائري ..وكأننا امام معضلة اجتماعية او قضية دم لا قدر الله ..فهل نحتاج فعلا لكل هذا الحراك واين نظام الاحتراف ولجنة اوضاع اللاعبين في كل ما يحصل ..وهل سيوجه الحل العشائري خطواتنا القادمة ويصبح فنجان القهوة بديلا عن العقود والاتفاقات الرسمية ...؟!!
