الاحتلال يغتال حلم الفتى محمود صلاح بعد بتر ساقه

نبض البلد -

بيت لحم -وكالات

نجيب فراج امتلأ منزل الفتى الجريح محمود حسين صلاح (15 عاماً) الكائن في بلدة الخضر بعد شيوع نبأ بتر ساقه إثر إصابته برصاص الاحتلال في الحادي والعشرين من الشهر الجاري قرب الشارع الملتف حول البلدة، إذ اعتقله الجنود وهو مصاب ونقلوه إلى المستشفى دون السماح لعائلته بالاطمئنان على صحته، إلى أن أُبلغت من الجانب الاسرائيلي بعملية البتر.

تجمهر المواطنون بعد الإفطار في منزل عائلة الفتى للتضامن مع عائلته، إذ طلب الجانب الإسرائيلي من والده التوقيع على عملية البتر، وتم إبلاغه أنه ممنوع من الحصول على تصريح لدخول إسرائيل.

وبذلك، لم يعد بمقدور الفتى محمود صلاح ممارسة لعبة كرة القدم والتزحلق.

وقال صلاح إن بتر ساق ابنه قتلت حلمه وحلم العائلة بأكملها، حيث كان يحلم أن يكون لاعب كرة قدم شهيراً، ليس ذلك وحسب، بل كان حلمه أيضاً أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية للدراسة هناك.

من جهته، أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين أكرم عجوة المتابع لقضيته، أن الإصابة وحسب الطواقم الطبية في المستشفى الذي يعالج فيه "شعار تصيدق" أدت إلى تقطع الأوردة الدموية، وبناء على ذلك أُجريت له عملية بموافقة ذويه يوم الخميس لبتر ساقه من تحت الركبة وهو الآن في غرفة العناية المكثفة.

وأضاف: إنه معتقل منذ اليوم الأول ويخضع لحراسة، وعُقدت له جلسة في محكمة "عوفر" دون حضوره، وتم تمديد اعتقاله إلى 8 أيام، حيث سيتم عرضه على المحكمة، مشيراً إلى أنه ومحامي الهيئة يتابعون قضية محمود، وأن حالته في استقرار، ويوم الخميس المقبل له جلسة للنظر في ملفه.

وقال مدير هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان: إن الأطفال والفتية يتعرضون لسياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لقتل الروح فيهم، من خلال اعتقالهم واصابتهم المباشرة، خاصة في الأطراف، لخلق حالة إعاقة دائمة ليكونوا عبرةً للآخرين.

وأضاف أبو عطوان: إن الاحتلال يتعامل مع الأطفال والفتية على أنهم الوقود الدائم والمتجدد لمقاومة المحتل، وعليه فإننا نعيش هجمة مسعورة من قبل المحتل، مبيناً أن السجون يقبع فيها الآن نحو 400 طفل، من بينهم 20 مصاباً.

وأكد أن الأطفال يتعرضون في سجون الاحتلال إلى أعمال تعسفية من قبل إدارة السجون أكثر سوءاً من البالغين، من خلال التعذيب النفسي لثنيهم وإسقاطهم.

وتابع: إن عملية بتر ساق الفتى صلاح ليست الأولى، بل هناك تصاعد في حالات البتر لدى العديد من المواطنين عند اعتقالهم، ومن بينهم الأسير الجريح صالح البرغوثي (52 عاماً)، من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، وذلك بعد إجراء عملية له في مستشفى بيلنسون في منطقة "بتيح تكفا"، حيث تم قطع ساقه اليسرى من الأسفل، وذلك بعد إصابته بالرصاص الحي خلال اقتحام بلدته كوبر، حيث تم اعتقاله وترك ينزف وقتاً طويلاً، ما أثر على حالته الصحية وأدى إلى تعقيدها.

وكذلك حالة الطفل عيسى المعطي من بيت لحم البالغ من العمر 14 سنة من بيت لحم، الذي أُصيب برصاص الاحتلال وتم اعتقاله وجرى بتر قدمه التي سُلمت إلى عائلته، وجرت مراسم دفنها في مقبرة الشهداء بمخيم الدهيشة، وقال خلالها عيسى قراقع، وزير الأسرى والمحررين السابق: "إن هذه الجنازة التي يجبرنا الاحتلال على أن ندفن فيها جزءاً من أجسادنا هي دلالة على مدى هذا القمع والظلم المتنوع والألم التي يمر بها الشعب الفلسطيني".

وجرت مراسم تشييع مشابهه لساق الفتى الجريح جلال الشراونة (17عاماً) في مسقط رأسه في بلدة دير سامت.

وكان الطفل الاسير جلال الشراونة أُصيب بسبع طلقات نارية من نوع "دمدم" بعد اتهامه من قبل الاحتلال بأنه نفذ عمليه ضد سكان مستوطنة "نجهوت" القريبة من دير سامت.

وبعد مرور اكثر من ثلاثة وعشرين يوماً على العلاج في مستشفى (أساف هروفيه) الإسرائيلي وما تسمى عيادة مستشفى الرملة، حيث تحتجزه سلطات الاحتلال، تقرر بتر ساقه من الركبة دون إبلاغ عائلته أو محاميه أو الصليب الأحمر الدولي.

وهناك العشرات من المواطنين، وأغلبهم من الأطفال، بُترت سيقانهم من جراء الرصاص المتفجر المعروف بـ"الدمدم "، خاصة في غزة، حيث تشير كل الإحصاءات إلى أن الاحتلال يستهدف سيقان الفلسطينيين بشكل مكثف، ليقتل طموحهم ويجعلهم معاقين.