السحيج

نبض البلد -

مروان العمد


لقد كثر استعمال كلمة السحيج في الآونة الاخيرة من قبل مستخدمي السوشال ميديا بحيث اصبحت مرادفة لكمة الشبيحة في سوريا والبلطجية في مصر . ومعروف ان من تشملهم هذه التسمية هم كل من يدافعون عن النظام أو الحكومة أو أحد اعضاءها والذين يعارضون المسيرات والاعتصامات وتمتد لتشمل في بعض الحالات من يدافعون عن الاجهزة الامنية وإجراءاتها والذين يدعون الى تغليب العقل والمنطق و الذين يتحدثون بوسطية واعتدال .
والذين يطلقون عليهم صفة السحيجة هم خليط متنوع من الشخصيات والاتجاهات ، فالذين يعارضون النظام ويسعون لتغيره يطلقون هذه التسمية على كل من يرفضون ذلك حتى لو كانوا من المعارضة البنائة التي تدعو للاصلاح ومحاربة الفساد ولكن تحت مظلة النظام . كما ان معارضي الحكومة والذين يهاجمون كل ما تقوم به وما تقوله فأنهم يطلقون هذه الصفة على كل من يدافعون عنها او عن احد اعضائها أو من يطالبون بمنحها الفرصة الكافية للعمل . كما اصبحت تستخدم صفة التسحيج عند اختلاف الرأي في المناقشات التي تجري على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تطلق على الجانب الاكثر اعتدلاً في نقاشاته . كما ان الكثيرين من المتحاورين اصبحوا يطلقون هذه الصفة على الكثير من محاوريهم لمجرد اظهار انفسهم انهم من المعارضين او لمجاملة المعارضين او لكسب ودهم او لتجنب شرهم .
وكل ذلك مقبول ولا يضير على من يطلق عليهم ذلك اللقب وانا منهم طالما هم مقتنعون ومؤمنون بما يقومون به .
ولكن ان تصل الامور الى ان يطلق على من ينادون بتغيير نظام الحكم ومن يسعون لاثارة المواطنين ونشر الفوضى بينهم ، ومن اصبحوا جهاراً نهاراً يتعرضون لرأس النظام جلالة الملك وعائلته ويكيلون لهم الشتائم والتهم . والذين يسعون لاثارة الفتنة بين الناس ونشر الاشاعات والفيديوهات المفبركة الهدامة عن قصد ، والذين يغتالون سمعة الناس من خلال حبك الاكاذيب والتدخل بالامور الشخصية لهم ، والذين يتعاملون مع المعارضة الخارجية الهدامة اما عن طريق تمرير معلومات لهم او العمل على نشر فيديوهاتهم ومقالاتهم بين الناس ، والذين يدعون الى سيادة القانون الا اذا طبق عليهم فتجدهم يتنمردون ويرفضون ذلك ، والذين يدّعون التقدمية والمدنية ثم عند اي مشكلة يتعرضون اليها يتحدّثون بأسم عشائرهم ويحتمون بها ويثيرونها ضد خصومهم وضد الدولة ، ان نقول عنهم بأنهم مناضلون واحرار واصحاب رأي حر وحراكيين فلا والف لا وان نقول عمن يتم توقيفهم لارتكابهم احد تلك الجرائم معتقي رأي فلا والف لا ايضاً .
ولكن نعم والف نعم للمعارضة الملتزمة بالثوابت والهادفة للاصلاح ومحاربة الفساد وكشفه . نعم للحراك المخلص الهادف الى تحقيق المطالب الشرعية لابناء الشعب ، ونعم لحرية الرأي والنشر التي لا تعتدي على حقوق الآخرين الشرعية او تفتري عليهم ، ونعم لاختلاف الرأي بطريقة ديمقراطية وسلمية حتى لو وصفوا من يخافونهم في مواقفهم برأيهم بالسحيجة .