عجلون- نبض البلد- ناديا العنانزه
يتسبب الانتشار العشوائي للمقالع الحجرية في العديد من مناطق محافظة عجلون وخصوصا غير المرخصة منها او المخالفة لشروط السلامة العامة، في تدمير الغطاء النباتي، كما ينتج عنها مشاكل بيئية منها تقلص المساحات الخضراء والاراضي الحرجية والزراعية.
وتعتبر المحاجر ايضا، سببا رئيسيا في زيادة الاثار السلبية للقضاء على التنوع الحيوي وتغيير تضاريس البيئة الطبيعية وتشوه المظهر الحضاري والبيئي والسياحي على الرغم من انها تشكل ثروة ومصدر دخل ومجال عمل للكثير من الايدي العاملة إلا إن أثرها ومدى إسهامها في تلويث البيئة يقلل من هذه الأهمية.
واظهرت تقارير مديرية البيئة، على ان محافظة عجلون يوجد فيها 50 مقلعا حجريا الا ان المرخص منها فقط 28، الامر الذي يؤكد على ان خطورة هذه المقالع تكمن في تركها دون معالجة حيث تتسبب في حدوث انخفاضات من جراء الحفريات واستخراج الطبقات الصخرية التي قد تصل الى اكثر من 30 مترا بالاضافة الى تشويه المظاهر الطبوغرافية .
واشارت التقارير الى ان المقالع الحجرية في عجلون تم تصنيفها ضمن 6 بؤر بيئية ساخنة نظرا لاضرارها السلبية الكبيرة على الغطاء النباتي، بحيث تؤدي المخلفات الصلبة التي تنتج عن المعدات التي تستخدم اثناء عمليات الحفر إلى الإضرار بأوراق النباتات، حيث يتسبب في إغلاق مسامات أوراقها وبالتالي يصعب على هذه النباتات الاستمرار ثم تتعرض إلى الذبول والموت مما يؤدي إلى تصحر مناطق واسعة.
وبينت، انه يتم وبالتعاون مع الجهات المعنية والهيئات التطوعية عمل دراسات لتقييم الاثر البيئي للمقالع للوقوف على المشاكل الناجمة عنها، خصوصا وأن الاستثمار العشوائي وغير السليم لها في المناطق الرعوية ادى الى بروز كثير من المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة، بالإضافة الى عدم وجود برنامج مستدام يهدف إلى إعادة تأهيل المقالع ونقص الخبرات التقنية والبشرية فيما يتعلق بتأهيلها على المستويين العام والخاص.
واكدت التقارير على ضرورة منع إقامة المحاجر والكسارات بالقرب من المناطق السكنية وذلك للتقليل من الآثار الناجمة عنها وإعادة تأهيل واستخدام مناطق المحاجر التي تم الانتهاء من العمل بها وتحديد مناطق لوضع المحاجر والمناشير ومناطق لتنقيب الحجر لتخفيف الاعتداء على الأراضي الزراعية والرعوية والمناطق القريبة من السكن.//