طلعت شناعة

سائق تكسي

نبض البلد -

يتمتع بعض سائقي «التكسي» بخفة ظل عجيبة ، فاذا علم انك «مهندس» يبدأ بسؤالك عن هندسة الشوارع وعيوبها واذا ما علم انك مهندس «معماري» تجده يبدي ملاحظاته على المباني في العاصمة وسلبياتها لدرجة يجعلك تندم لانك لم تعينه مسؤولا عن التخطيط العمراني.
واذا ما علم انك صحفي ــ مثلي ــ تجده يُشعرك «بالذنب» لان زملاءك لا يكتبون عن هذه الفئة التي تكدح آناء الليل واطراف العاصمة تحت الشمس اللاهبة ، اما اذا كان الزبون «فتاة» او حسناء ، تجده يستعرض خفة دمه وسواء برفع صوت «المسجل» او تثبيت «المرآة» لعله يقرأ الملامح ويحدد شكل الكلام.
احداهن ، اخبرتني ان سائقا «ما» وبدون «احم ولا دستور» بادرها بالسؤال: «وين رايحة حبيبتي؟» نظرت اليه وقالت: شو حبيبتي هاي «قاطعها»: انا بشتغل على «التكسي» من «10» سنين ودايما هيك بحكي.. يعني شو فيها؟ نظرت اليه ثانية وفكرت باستخدام «الحفاية» الاتوماتيكية.. لكنها آثرت الصمت مكتفية بمغادرة السيارة.
سائقون آخرون لا يعرفون الامكنة في عمان الا اذا ارتبطت بعنوان مطعم او محل حلويات.. وفي الغالب يتظاهرون بالجهل لكي يزيد «العداد».
اما اذا كانت سيدة ومعها اطفال او عائلة تجده يغمض عينيه بانتظار «كائن» جميل. اذكر عندما بدأت اتعلم «سواقة» ، حذرني مدربي «الوطني» من بعض سائقي»التكسيات» الذين يتوقفون في اي مكان وفي اية لحظة ودون اية اشارة.
بعض من سائقي «التكسي» في عمان لا يتقيد باشارات المرور.. ولا يجيد الا الثرثرة و»حشر انفه» فيما لا يعنيه.. واستعراض خفة دمه على الآنسات وهو يكره الرجال ويكره العائلات ويخشى رجال السير.
قلت.. بعض السائقين ، و»اللي ع راسه بطحة يحسس عليها»،،،،،،،.!!